قبل أزمة سوء الفهم أو سوء الظن التي سادت لغة التعامل في العلاقات الدولية بين الشرق والغرب إثر أحداث سبتمبر، وإرتفاع الأصوات المتحشرجة والمتشنجة التي غلبت وسادت على الحوارات في مجالاتها العديدة وميادينها المختلفة؛ فإن الكاتب قد أعد مجموعة من البحوث والمقالات، التي رصدت أسلوب وممارسات شرائح وقطاعات واسعة منتشرة بين بلاد المسلمين في أمسهم البعيد والقريب وواقعهم المعاصر، ذات نزعة إلحادية في مذهبها السياسي وأطروحاتها المعرفية وإنتمائها الإجتماعي.
لهذا تناول في كتابه "الإلحاد الديني في مجتمعات المسلمين نشأته وتطوره ومذاهبه المعاصرة" فيه ماهية الإلحاد ومضمونه ونشأته وأسبابه، كما ورد في القرآن الكريم عصر النبوّة، حين تمّ تصنيف الإلحاد وأنواعه وممارساته؛ حيث تناول الإلحاد الذي نعت ذات يوم وما يزال بالإلحاد العلمي، أي الإلحاد القائم على ما يسمى قوانين الجدل الفلسفية، والمتعلق بالكم والكيف، وقدم العالم وحدوثه، ونظريات القول القائلة بأسبقية المادة على الفكر التي انطلقت من "الجدلية المادية" والتي تداعت معطياتها على ما سمي فيما بعد بالتفسير المادي للتاريخ؛ كما وقف على علاقة التعانق الفكري والتلازم المنهجي بين قوانين التفسير المادي للتاريخ والتي ثبت فسادها ونظرية التطور الداروينية متناولاً تأثيرها في الفكر الغربي وخطورة تداعياتها التي وقعت بالفعل على سلطان الكنيسة وعلاقات الإجتماع ومناهج التربية.
ولما كانت المادية التاريخية وتداعيات الداروينية وشيوع تأثير كل ذلك على الحياة الفكرية في الغرب، فقد نشأ التيار الإلحادي الذي رغب أن يلفق علاقة بين ما تبقى من سلطان الكنيسة وكهنوتها وبين تيارات الخروج من نفق الدين الذي سيطر على العقل الغربي ولقرون.
ومن هنا فقد تعرض لعوامل ظهورها في الغرب وتناول مقالاتها، كما عرض لأساليبها في الممارسات التعليمية والأدبية والتي أسهمت بالفعل في نوع من العلاقات في الغرب أسهم في إحدى سلوك "ليبرالي" ترتب عليه نوع من التحرر العقلي أسهم في تطور الحياة العامة في الغرب؛ ومن هنا وقف أمام الخطاب الثقافي الذي ساد في العالمين العربي والإسلامي بهذا اللون من التفكير الذي يهمل الدين ولا يعاديه، كما عرض للمقالات العلمانية في العالم الغربي والعربي الإسلامي.
ومن هنا أدرج في سياق البحث حركة الإستشراق في القرن المنصرم، ووقف على أهم ميادينها ومجالاتها والقضايا التي فجرتها والأساطير والمفتريات التي بعثتها، ولما كان بيت القصيد في سوء الفهم أو سوء الظن هو الموقف الغربي من الصهيونة فقد عرض لها وفي إيجاز شديد؛ وكانت خاتمة البحث وهو يتعقب الظواهر ذات النزعة الإلحادية، أو تلك التي لا ترتبط بدين ولا تعبر عنه، هو التجمعات والأفكار ذات الصبغة السياسية أو ذات النزعة الإلحادية الخالصة كحركة القوميين العرب وعقائد حزب البعث.
رابط تحميل مباشر: اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.