يقول الباحث في مقدمة كتابه بأن من أهم الأسباب التي أدت إلى سيطرة الصهيونية العالمية على الأعلام الغربي هو أحجام المسلمين عن الاشتراك في الندوات التي تقام في سبيل توحيد الصفوف المسيحيين واليهود، وغيابهم شبه التام في الإعلام العالمي بمختلف وسائله، لأنه مما يروج له الإعلام الصهيوني أنه لو كان عند المسلمين رد على ما يقال عن الإسلام فلماذا يهربون، ويرفضون الاشتراك في الندوات العامة التي تقام لهذا الغرض؟ هذا وان الاكتفاء بالرد عليهم في بلادنا، وبلغتنا وبأسلوبنا الذي لا يصل، لا بفهم إلا في مجتمعاتنا ولا يفيدنا في الدعوة إلى الإسلام في الغرب مطلقاً. وإن أسوأ ما نفعله تجاه ديننا هو أن يكون تخوفنا من الحوار سببا في اتهام الإسلام بالقصور وعدم الصلاحية وفتح باب التهجم عليه وإثارة الشبهات الباطلة حوله.
انطلاقاً من هذه القناعة التي نتجت عند الباحث عن معايشة واقعية للحياة في الغرب والمشاركة بالحضور في بعض الندوات التي كان الإسلام ضمن موضوعاتها، فقد شارك بالفعل في تنظيم بعض ندوات الحوار التي عقدت في بعض مدن ألمانيا وأسهم في إعطاء الرد الإسلامي على ما أثير في تلك الندوات.
وها هو ذا يقدم للقارئ المسلم ثمار إحدى ندوات الحوار التي نظمتها جامعة توبخن بألمانيا الغربية في الفترة ما بين عام 1982-1984م بين عالم كنس ومستشرق وأثرت كتاباته آراء تعد من أخطر ما نشر في الغرب عن الإسلام والمسيحية لما جاء فيه من آراء جريئة وصحيحة مثل إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وإلهية مصدر القرآن الكريم وتصويبات جذرية لمفاهيم خاطئة عن الإسلام وإثبات لتحريفات في الأناجيل وفي الأصول الحالية لعقيدة النصرانية مثل أفكار التثليث والبنوة وعصمة البابا.
عرض الباحث في القسم الأول من الكتاب، لما جاء في الندوة التي أقيمت تحت نيران "المسيحية وديانات العالم" والذي بُدأت بالحوار بين الإسلام والمسيحية حيث اشترك في هذا الحوار أحد أشهر مستشرقي ألمانيا المعاهدين مع أحد أشهر وأشجع رجال الكنيسة الكاثوليكية، عرض الباحث ذلك معرّباً مختصراً محتوياً على أهم ما ورد في النص الأصلي باللغة الألمانية وذلك الباب الأول من هذا البحث، ثم تناول في الباب الثاني أهم ما ورد في النص الأصلي من نقاط مشيراً إلى رقم الصفحة بالكتاب الألماني بين قوسين، خاصة ما يعارض وجهة النظر الإسلامية بالتحليل والنقد، مختتماً الكتاب بخاتمة قصيرة وملحق هو ترجمة لمحاضرة ألقاها بالألمانية في إحدى ندوات الحوار.
تأليف: هانس كونج، جوزف فان أستاريخ النشر: 01/01/1994 | ||
ترجمة، تحقيق: السيد محمد الشاهد | ||
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر رابط تحميل من مكتبة المصطفى: اضغط هنا |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.