يحيط الإبهام بالحركة الوهابية عند الكثير من الناس إذ لا يعرفون الشىء الكثير عن الوهابيون ولا عن حقيقة نشأتهم. وقد ظل الأمر كذلك حتى بداية القرن التاسع عشر عندما كتب المسيو نيبور مقالاً موجزاً عن تاريخ الوهابيين، وقد تضمن بياناً لأصل الوهابيين وقصة الشيخ محمد ابن سعود، الاستيلاء على مكة ووفاة عبد العزيز.
ويطل علينا لويس دوكرانسي ليقدم لنا بحثا عن الوهابية منذ نشوئها وحتى وفاة عبد العزيز. إذ يضم الفصول الخمسة الأولى قصة النشأة الأولى للوهابية مع ما يتضمنه ذلك من مقارنة للوهابية بالحركات الإسلامية الأخرى. وفي الفصول اللاحقة وثق المؤلف جميع الوقائع اللاحقة لوفاة عبد العزيز وهي فترة ازداد فيها تاريخ الحركة أهمية، إذ أصبحت سيطرتها تامة على مكة والمدينة وكامل الجزيرة العربية.
كما يعرض لمحاولات الوهابيين السيطرة على سورية ومصر والعراق وسعيهم الحثيت للسيطرة على مسقط. والمؤلف ينفي الإدعاء القائل بأن الوهابية انحدرت من القرامطة. ويعرض المؤلف في الفصول الأولى لأصل الوهابيين، عاداتهم والحملة الأولى ضدهم ودخول مكة، وبعد أن يستعرض وضعهم بعد موت عبد العزيز يتطرق إلى هجومهم على البصرة وحملة باشا بغداد ضدهم، ودخولهم المدينة ثم يعرج على ذكر تفاصيل الهجوم على مناطق الإمام علي والزبير والسماوة. كما يتطرق إلى البحث في القواسم المشتركة بين الوهابيين والإنكليز قبل أن يخلص إلى مجموعة من الآراء في الوهابيين وهو في هذا العمل التوثيقي قد توخى التوثيق التاريخي الدقيق لكل ما ذكره في كتابه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.