08 يونيو 2011

آلهة مصر العربية...على فهمى خشيم

هذا الكتاب ليس تاريخا لمصر فثمة مئات من الكتب فى هذا التاريخ. وليست الغاية منه تتبع سير الحضارة المصرية فى مختلف ميادينها، فهناك عدد لا يحصى مما سطر فى هذا الموضوع. وهو لا يرمى إلى هدف تعليمى أو تثقيفى. ولكنه كتاب غايته إثارة قضايا معينة فى صلب الحضارة المصرية، أعنى فى آلهتها المعبودة وفى لغتها، ويخلص إلى قضية القضايا: عروبية هذه الحضارة الخالصة.
من هنا تخيرت أن أكتب بتفصيل فى بابين؛ أولهما الآلهة المصرية, وثانيهما اللغة المصرية القديمة. وقد نهجت فى دراسة الآلهة منهج التركيز على اسمائها كما وردت فى التراث الدينى المصرى، وما يكافئها فى العربية، مع تقصيلات تتطلبها الدراسة مما يستوجب الإيضاح والبيان. واخترت لهذا نحو المائة من أسماء المعبودات المصرية، وبعضا مما يتصل بعالم الديانة من تسميات، معتمدا على ترجمتها الإنكليزية أو الفرنسية لأقوم بإعادتها إلى العربية كما يجب أن تكون. وقدمت لكل منها بمقدمة قصيرة تعطى فكرة ملخصة عن كنهها.
وتوسعت فى التحليل وضرب الأمثلة وتقديم الشواهد من العربية، أو أخواتها، محاولة للبيان بالدليل الذى لا يدحض. لذا فإن القارئ لن يجد بحثا فى الديانة المصرية ومعتقداتها إلا بقدر مايتصل باسم المعبود الذى ندرس. أما فى مجال اللغة فقد اهتممت جدا بمقارنة قواعد المصرية بقواعد العربية، ذلك لأن ثمة حجة غريبة تقول إنه لا عبرة بتماثل الألفاظ والمفردات بين اللغات، اذ قد “تقترض” لغة من أخرى بحكم اختلاط أو تمازج لأسباب كثيرة، والمه أن تكون قواعد اللغتين على صلة فيثبت بهذا اشتراكهما فى الأصل والتطور. فليكن إذن ماقدمته فى هذا الباب حجة أخرى تضاف إلى حجج الحقيقة الراسخة فى عروبة مصر منذ البداية.
وقد جاء هذا الكتاب فى أجزاء ثلاثة يحمل كل منها عنوانا: الجزء الأول بعنوان (البداية) يحتوى على 16 مقاة أو بحثا هى فى الواقع عبارة عن (فصول تمهيدية) لابد منها أن تهيئ القارئ لما يأتى من بعد. والملاحظ أن هذه المقالات لم يقصد بها أن تكون تأريخا (أكاديميا)- وإن اتبعت المنهج العلمى بالطبع- ولكنها تتحدث عن “قضايا” تثيرها لإعادة النظر فى ما اعتبر مسلمات من قبل. وهى بهذا تضع القارئ أمام تفكير جديد وموقف مختلف فيما يتصل بحضارة وادى النيل ومايحيط به من “جيران” هم فى الحقيقة أهل أقربون.
الجزء الثانى بعنوان (الغاية).. يأتى بعد أن تهيأ القارئ للمشاركة فى فهم تحليل أسماء المعبودات المصرية تحليلا يعيدها إلى عروبتها الأولى، ولإدراك أبعاد هذه الأسماء ودلالاتها، مع مقدمات توضيحية وتفصيلات يأخذنا ٌإليها الحديث المرتبط بعضه ببعض.
الجزء الثالث بعنوان (الدراية). والمقصود هنا معرفة وحدة اللغتين المصرية والعربية على أساس (وحدة القواعد). ويجئ هذا الجزء وقد تابع القارئ ماسبق وأصبح على استعداد لمناقشة التفصيلات اللغوية القواعدية، النحوية والصرفية. ويتبع هذا الجزء ملحقان لمقارنة بعض المفردات القواعدية، تعمدت اختيارهما من رجلين كانا لا يسلمان بعروبية لغة مصر القديمة، هما الأستاذ “بدج” والأستاذ “غاردنر” اللذان استفدت من مؤلفاتهما عظيم الفائدة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.