الانتحار حرقا بين الإسلام والسياسة (عودة إلى أحداث تونس)
بقلم: دومينيك آفون (Dominique Avon)
تعريب: محمّد الحاج سالم
**********************************
كانت انطلاقة الثورات التي تهزّ المغرب العربي موجات من الانتحار أحرجت السلطات الدينيّة الإسلاميّة بشكل قويّ. فهل يمكن أن نرى في تلك الظواهر مؤشّرا على علمنة المجتمع، إن لم تكن انتهاكا جذريّا لمحرّم قرآني؟
**********************************
في يناير 1969، تقدم شاب في ساحة ينسيسلاس (Wenceslas)ورشّ جسمه بالبنزين وأشعل النار في نفسه: لقد كانت حركة يأس معبّرة عن انسداد الأفق الذي أعقب زخم "ربيع براغ" في العام السابق. لقد كان جان بالاش (Jan Palach)في عيون جيل كامل من الشباب الأوروبي، من الشرق والغرب، رمزا مأساويّا وبطوليّا في آن: فهل يوجد شيء أكثر قطعيّة من زاوية نظر إناسيّة من بذل النّفس باختيار موت سريع (1) والقطع مع تصوّر يرى الانتحار فضيحة؟ هكذا يكون الشابّ التشيكي قد كرّر نفس تصرّف الرّاهب البوذي تيتش كوانغ دوك (Tich Quang Duc) الذي أحرق نفسه في سايغون سنة 1963 احتجاجا على نظام نغو دينه ديام (Ngo Dinh Diem) العميل للولايات المتحدة التي كانت تخوض آنذاك حربا ضدّ الفيتنام الشماليّة وحلفائها في الجنوب (2).
وفي نهاية عام 2010، شهدت تونس حركة مماثلة من قبل تاجر فواكه وخضروات هو محمّد البوعزيزي. وفي هذه الحالة، لم يكن البوعزيزي مجرّد يائس من وضعيّة حرمان واحتقار، فهذا ما كان يتقاسمه مع العديد من مواطنيه، بل يضاف إلى ذلك إحساس بالذلّ والهوان بعد تعرضّه للضّرب على يد امرأة تمثّل النظام القائم. لكنّ الأهمّ لا يكمن هنا، إذ قام ثلاثون شخصا منذ ذلك الحين، وخلال شهر واحد، بتكرار نفس حادثة الانتحار حرقا في تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر والسعودية والسودان واليمن. إنّه حدث عصيّ عن الفهم، وهو يصدم بعنف واضح إلى درجة أنّه يبدو مجرّد جزء مرئي من ظاهرة آخذة في التضخّم عدديّا، ألا وهو قتل النّفس، وهو ما يعتبر تقليديّا تجاوزا لحقّ الله.
المعيار على محكّ الواقع
إنّ الباحث يعرف أنّ "الواقع" ليس هو "المعيار"، ولعلّ من بين المهامّ المنوطة بمن يتخصّص في دراسة الظّاهرة الدينيّة أن يقوم بقياس الفجوة بين "ما هو مفروض" و"ما هو معاش"(3). فالانتحار موجود في المجتمعات ذات الأغلبيّة المسلمة، كما في المجتمعات الأخرى، وهو يشمل النساء (محاولات في الأغلب) والرجال (وفيات في الأغلب) ويهمّ في المقام الأول العاطلين عن العمل والجيل المتراوح عمره بين 18 و30 عاما (4). فتحت عنوان "كلّ يوم، ينتحر جزائري..."، كتبت صحيفة الوطن الجزائريّة في أواسط العقد الفارط تقول: "الانتحار هربا من واقع قاس لا يحتمل، هذا هو الوضع الذي حصد في العام الماضي أرواح 177 مواطن جزائريّ حسب إحصاءات الشرطة، فيما أحصى الدرك الوطني رقما قياسيّا محزنا يتمثّل في 128 حالة انتحار. ألا يدعو هذا الأمر إلى القلق ؟ الجواب بلا شكّ هو نعم، ذلك أنّ الخطّ البياني في تصاعد وعدد حالات الانتحار في تزايد، وإن كان طفيفا" (5). وتفيد الأرقام الرسمية الأولى الصّادرة عن الأجهزة الأمنية سنة 1993 أنّ الوضع بصدد التّفاقم ممّا يجعل الجزائر من وجهة نظرها على تخوم معدّل الانتحار في الدول العربيّة حيث قفز معدّل الحالات الجزائريّة من 0,94 لكل 100 ألف ساكن في سنة 1999 إلي 2,25 سنة 2003 (6).ويشير الصحفيّون إلى أنّ هذه الإحصائيّات هي أقلّ ممّا هي عليه في الواقع. ومن هنا، فلا وجود لظاهرة الانتحار أو لنقل أنّه نادر الحدوث، وهو يتمّ من خلال تناول المهدّئات، وإلقاء النّفس من الأعالي، والشنق والغاز واستخدام الأسلحة والموادّ الكيميائيّة. كما يتمّ الانتحار أيضا بشرب "ماء النّار"، كناية عن الموادّ المستخدمة عادة في تسليك أنابيب المياه. وبما أنّ الخيط الرّابط بين الفجيعة والفكاهة أرفع ممّا نظنّ في بعض الأحيان (7)، فإنّ ممّا يروى أنّ رجلا دخل أحد الدّكاكين فسأله البائع : "ماذا تريد يا سيدي؟ "، فأجابه :" زجاجة من ماء النّار من فضلك"، فسأله التاجر :"هل افتحها لتشربها هنا أم ستحملها معك" ؟(8).
لقد ظلّ تناول موضوع الانتحار طويلا في عداد المحرّمات. وهذا ما ينسحب أيضا على عدد من الممارسات المتّصلة بالأخلاق من قبيل الجنسانيّة المعاشة فعلا لا المؤمثلة من خلال إسقاط دينيّ معياري (علاقات جنسيّة قبل الزّواج، المثليّة الجنسيّة). فتحاشيا لوصمة العار التي تلحق عائلة المنتحر، فإنّ الغالب هو التكتّم عن سبب الوفاة. ومن هنا، يغدو من الصّعب في ظلّ الظروف الراهنة، تدعيم التحليل بإحصاءات موثوقة. وقد أطلقت الدعاية التي عرفتها عمليّات الانتحار سنتي 2010 و2011 ألسنة النّاس للحديث عن الظاهرة، ولكن الأرقام تظلّ غير مؤكّدة. وعلى سبيل المثال، فإنّ الموقع السوري (DPress) يؤكّد أنّ عدد المنتحرين حرقا على طريقة البوعزيزي قد فاق العدّ والحصر (9). وحسب بعض المصادر، فإن معدّل الانتحار في تونس يتجاوز معدّلات الدول العربية الأخرى. وقد تمّ الاستنجاد بالمعالجين النفسييّن (المحلّلون النفسانيون وعلماء النفس والأطباء النفسانيون)، وأنشأت الجهات الفاعلة في المجتمع المدني منتديات للحصول على المساعدة على غرار جمعيّتي (SOS Suicide Phénix) وجمعيّة (SOS amitié) في الجزائر، وذلك بالتوازي مع مواصلة الأئمّة في خطب الجمعة التّأكيد دون توقّف على تحريم الانتحار (10).
إنّ أمراض العالم العربي المسلم في غالبيّته كثيرا ما وجدت تعبيراتها على المستوى الجغرا- سياسي، إذ يكشف النظر في القرنين الماضيين - وقد شهدا الاستعمار وإنشاء الدول القوميّة بما في ذلك إسرائيل- صورة إذلال متكرّر وعلاقات هيمنة على المستوى الدولي. وتؤدّي الأحداث الأخيرة إلى مزيد النظر بعين الاعتبار إلى الأسباب الداخليّة ومدى أهميّتها في ترسيخ الظّاهرة. فالمرجعيّات الدينيّة ولئن كانت متسرّعة في النّظر إلى المنتحرين بوصفهم مختلّين عقليّا، إلاّ أنّها لا تنكر أنّ البشر مستعدّون لتقديم حياتهم في سبيل شيء جوهري وأصيل مثل شراء الخبز والموادّ الغذائيّة الأساسيّة بأسعار رخيصة، وإدانة الظلم الاجتماعي (الحرمان من السّكن، فقدان الوظيفة، الطلاق والإقصاء بسبب العقم)، ومحاربة التسلّط السياسي، والنضال من أجل حريّة التّعبير. وهذا ما يمكن أن نرى فيه مؤشّرا على العلمنة، إذ على عكس السياق الجنوب آسيوي – والأوروبي في الأوساط العلمانيّة – ودون أيّ رغبة واضحة أبدا في الخروج عن المرجعيّة الدينيّة، فإنّ الانتحار حرقا، والانتحار عموما، إنّما هو خرق لمحظور متجذّر في تقاليد راسخة منذ قرون مفادها أنّه "لا يحرق بالنّار، إلاّ العزيز الجبّار"، وهو ما يعزّزه الفقه أيّما تعزيز.
الخطاب المتشظّي لـ "رجال الدين"
لقد أدخلت الموجة الأخيرة من الانتحارات بلبلة عميقة في صفوف "رجال الدين" وصلت إلى حدّ بروز خلافات بينهم بشأنها. وقد طرح سؤالان هما:
1 - "ما هو حكم الشريعة الإسلاميّة في هؤلاء المنتحرين" ؟
2 - " هل يجوز اعتبارهم شهداء" ؟.
وقد كان خطّ التوتّر الرئيسي في المجال السنّي بين اتّحاد العلماء المسلمين من جانب، والسلطات الدينيّة المرتبطة بالدول العربيّة (التي شهدت عمليّات الانتحار) من جانب آخر. لقد صمت العلماء والفقهاء الذين يمثلون السلطة الإفتائيّة طويلا، والتزموا عدم التحدّث بصوت عال حتّى لا يقوموا بالدعاية لما يعتبر "إحدى الكبائر"(11). فخلال ربع القرن الماضي، كان النوع الوحيد من الانتحار "المشروع" أحيانا هو "استشهاد" المسلم في إطار الجهاد المسلّح ضدّ العدوّ لأنّه يدافع "عن دينه و وطنه وأمّته" ويدفع حياته في سبيل "هدف عظيم"، وقد كان هذا هو موقف الشيخ يوسف القرضاوي بشأن الفلسطينيّين الذين قاموا بهجمات انتحاريّة ضد الإسرائيليّين (12). إنّه رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والضّيف الدائم لبرنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة القطريّة، وكلمته مسموعة من عشرات الملايين من المشاهدين.
لقد ساند الشيخ القرضاوي "ثورة الشعب التونسي" واضعا ما قام به محمّد البوعزيزي في إطار الجهاد ضدّ الظلم والفساد. بل ودعا، بعد هروب بن عليّ، إلى مواصلة التصدّي لجميع "رموز" الدكتاتوريّة مشيرا إلى أنّه "بعد أن سقط الصنم الأكبر هبل، يجب أن تسقط بقية الأصنام المحيطة به من اللاّت والعزّى، وبقيّة الخدّام الذين ينتمون للنّظام الذي عانى منه التونسيّون سنوات طويلة" (14). وقد أثارت هذه التّصريحات ردود فعل قويّة قادت القرضاوي إلى توضيح أنّه لم يصدر فتوى، بل مجرّد تعليق مضيفا قوله: "إنّي أتضرّع إلى الله تعالى، وأبتهل إليه أن يعفو عن هذا الشابّ ويغفر له، ويتجاوز عن فعلته التي خالف فيها الشرع الذي ينهى عن قتل النفس"، مؤكّدا في نفس السياق أنّ من يجب أن يُحرق "إنّما هم الطغاة الظالمون" (15). وبهذا، فإنّ القرضاوي ولئن برّر استخدام "وسائل المقاومة للظّلم والطغيان"، فإنّ كلامه لا يشمل الالتجاء إلى وسائل محرّمة إذ "لدينا من وسائل المقاومة للظلم والطغيان ما يغنينا عن قتل أنفسنا، أو إحراق أجسادنا. وفي الحلال أبدا ما يغني عن الحرام"(16).
أمّا موقف مفتي تونس، فقد كان مخالفا لموقف القرضاوي أشدّ المخالفة. فقد أدان عثمان بطّيخ دون تحفّظ الانتحار بقوله :"الانتحار ومحاولته جريمة كبيرة من الكبائر، وإنّه لا فرق شرعاً بين من يتعمّد قتل نفسه أو قتل غيره"، وأضاف بطّيخ فى تصريحات خاصّة لصحيفة "الصباح" التونسيّة:"سواء كان القتل بسمّ أو بسلاح أو بحرق أو بغرق، فكلّه عمل شنيع، ومحاولة ذلك جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون. والمنتحر مرتكب كبيرة وليس بكافر، فيغسل ويصلّى عليه ويدفن فى مقابر المسلمين ولا يصلّي عليه الناس استنكارا لما صدر عنه" (17).
وقد تعزّز موقف مفتي تونس ببيان لجنة الفتوى في الأزهر، إذ جاء على لسان رئيسها الشيخ عبد الحميد عبد الأطرش : " لا يجوز لإنسان تحت أي ظرف من الظروف أن يقدم على الانتحار عن طريق أيّ وسيلة مهما كانت سواء الحرق أو الغرق أو الخنق، لأنّ الانتحار هو قنوت من رحمة الله، ولا ييأس من رحمة الله إلاّ القوم الكافرين"(18). وأضاف الأطرش أنّه "لا يجوز تسمية من يقدم على الانتحار، سواء كان هذا الانتحار نتيجة ضيق مالي أو تذمّر من الأحوال الاقتصاديّة والسياسيّة بالبلد، بالشهيد، فهو في النهاية كافر، وأمره مفوّض لله وحده إن أراد عذّبه، وإن شاء عفا عنه، فطالما يشهد أن لا الله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله، فلا يصحّ أن يقوم بهذه الفعلة الشنعاء". وقد رفض الأطرش "اللّجوء إلى الانتحار حتّى في حالة التذمّر والضيق من الحكّام وتفشّي الفساد في البلاد" واستشهد في هذا المقام بقول الصحابي عبد الله بن عمر: "إذا كان الإمام عادلاً فله الأجر وعليك الشكر، وإذا كان الإمام جائراً فله الوزر وعليك الصبر"، كما استشهد بالآية "يا أيّها الذين آمنوا لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة" (19). ومن شأن مثل هذا الردّ أنّه يضعنا بشكل مباشر في قلب حجّة وجوب احترام كلّ سلطة قائمة.
الانتحار والجهاد
وفقا لشهادات الناجين من الانتحار حرقا، أو أقارب الضحايا، وإذا كان يوجد لديهم بالفعل وعي بخرق أمر دينيّ ، فإنّ السعي إلى الانتحار لا يعود إلى إرادة في خرق الأوامر الدينيّة، بل هو متجاوز لها. فمهما كانت الدّوافع إلى الانتحار، فإنّ الإقدام عليه يشير إلى أن التّحريم لا يمثّل حاجزا نهائيّا ومطلقا يحول دون الإقدام عليه. وبهذا المعنى، فإنّه يمكننا الحديث عن حضور مؤشّر علمنة. فأغلبيّة المجتمعات المسلمة ليست – ولم تكن أبدا – مجتمعات منغلقة، إذ نجد أنّ ممارساتها وقيمها ومعاييرها وسلوكيّاتها هي، كما في أماكن أخرى، نتيجة حركة توليف شديدة التعقّد بين "الخاصّ" و"المقتبس" لا تني عن التغيّر على مرّ القرون. فبحكم تناقص القدرة على التحكّم في التأثيرات الخارجيّة التي تندّ اليوم أكثر من أيّ وقت مضى عن الرقابة بحكم الحركة المتعاظمة للبشر (السياحة، الأعمال التجاريّة، الهجرة) والاستخدام المتنامي لوسائل الاتصال الحديثة، فإنّ تلك المجتمعات بصدد فقدان التجانس الذي كان يهيكلها بقوّة لحظة حصولها على الاستقلال السياسي.
إنّ معارضة السلطة الموصوفة بأنّها "ظالمة" هي أكثر جيشانا في الأوساط الشيعيّة ممّا هي عليه داخل الأوساط السنّية. فقد أشاد حزب الله الوفيّ لمعركته المزدوجة "ضدّ الامبرياليّة" في مواجهة إسرائيل ولصالح "المستضعفين" في العالم (20) بالحركة الثوريّة ضد النظام التونسي الفاسد، إلاّ أنّه لم يعلّق على واقعة الانتحار حرقا (21). وقد يعود هذا الموقف إلى سبب وجيه، هو الشجب الصامت لتقليد مزدكي قديم يقضي بحرق القرابين، وهو التقليد الذي أدخله الشيعة إلى المجال العربي ذي الأغلبية السنّية (رغم تفضيل أنصار التشيّع في المنطقة المغاربيّة التضحية بدم الإنسان أو الحيوان) (22). فبين عامي 1998 و 2003، حاول مئات من الناس الانتحار حرقا في شمال غرب إيران (23). وعلى المراجع الشيعيّة عدم التعرّض للانتقاد في سياق التوتّر الطائفي المتزايد : حالة الاضطهاد في الباكستان، حرب سنة 2003 في العراق والهجمات المتكرّرة، تصاعد الانقسامات داخل لبنان (2005، 2008 و 2011) التي تثير المخاوف من تجدّد الحرب الأهليّة، التنافس السعودي الإيراني الذي ييجد تعبيره في الملفّ النووي كما في ملفّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو الملفّ اللبناني، المطالبات السياسيّة الشيعيّة في دول شبه الجزيرة العربيّة وأهل السنّة في سوريا ... وقد وجّه السؤال إلى مكاتب المراجع الدينيّة الشيعيّة الرئيسيّة الثلاثة حول هذا الموضوع (مكاتب الخميني، وفضل الله، والسيستاني)، فكان مكتب الخميني هو الوحيد الذي أجاب عن مسألة توصيف الفعل بالقول :" قتل النفس من أجل هدف كبير أو مصلحة عليا ليس انتحارا، بل هو جهاد" (24).
إنّ الأحداث التي وقعت في تونس، وتلك التي تلتها في مصر، في تعبيرها عن حالة المجتمعات ذات الأغلبيّة المسلمة في العالم، إنّما تكشف عن ثورة مماثلة في ضخامتها للثّورة الإيرانيّة عام 1979. وفي خضمّ طغيان المبادرات الشعبيّة ضدّ "الظلم"، وجدت السلطات الدينية - سنّة وشيعة – نفسها في تعارض كبير. ولعلّ ما يزيد الاضطراب حدّة أنّ نخب هذه المجتمعات كانت قد حاولت عبثا منذ أواخر القرن الثامن عشر، رغم العوائق التي قد تزداد أو تقلّ بحسب طبيعة الأنظمة الاستبدادية المفروضة من الخارج أو من الداخل، الاتفاق على شكل الدّولة المرغوبة (25).
Dominique Avon, « Suicides, islam et politique. Retour sur les événements de Tunisie », La Vie des idées, 1er février 2011. ISSN : 2105-3030. URL : http://www.laviedesidees.fr/Suicides-islam-et-politique.html
الـهـوامــش:
(1) Voir, a contrario, la lettre de Vaclav HAVEL à Gustav Husak (1975), en particulier le passage relatif à la « paix des cimetières », citée dans Essais politiques, Paris, Calmann-Lévy, « Points », 1990, p. 31 sq.
(2) François JOYAUX, La nouvelle question d’Extrême-Orient. L’ère du conflit sino-soviétique 1959-1978, Paris, Payot, 1988, p. 104-105.
(3) تتحمّل الكاتبة كامل المسؤوليّة في هذه السطور، بما في ذلك الترجمة من العربيّة إلى الفرنسيّة. وهي تتقدّم بالشكر الجزيل لكلّ من آناييس تريسّا كاتشادوريان (Anaïs-Trissa Khatchadourian)، منى محمّد الشريف، سامية المشّاط، ناهد كاراكلاّ، أمين إلياس، أوغسطين جوميي (Augustin Jomier)، من أجل تبادل المصادر والآراء كي يولد هذا المقال.
(4) D’après le Jeune Indépendant. Synthèse de Mourad.
(5) Nadjia BOUARICHA, « Chaque jour, un Algérien se suicide… », El Watan, 27 mars 2008.
(6) « Suicide en Algérie. L’une des principales causes de mortalité », Le Soir d’Algérie, 18 octobre 2005.
(7) Voir la caricature de Hic parue sur le site du quotidien El Watan : « Vent de révolte au Maghreb. Les Tunisiens passent le Flambeau » : un homme en flammes touche la main d’un autre qui le précède en courant.
(8) حكاية روتها منى محمّد الشريف، 18 جانفي 2011.
( (9الموقع الإخباري السوري DPress بتاريخ 17 جانفي 2011.
( (10 أدان المفتي العامّ للمملكة السعوديّة الانتحار في خطبته يوم 21 جانفي 2011.
(11) Voir Abdellatif IDRISSI, « La notion de péché, de la période préislamique au début de l’islam, entre récit biblique et représentation locale » dans : Dominique AVON et Karam RIZK (dir.), De la faute et du salut dans l’histoire des monothéismes, Paris, Karthala, « Signes des Temps », 2010, p. 21-37.
(12) انظر التبرير في (الطابع الشرعي للعمليّات الاستشهاديّة)، 31 ماي 2004، مع إحالة إلى نصّ الفتوى التي أمضاها – حسب الشيخ القرضاوي- 300 عالم دين خلال العشرين سنة السابقة. وانظر من أجل التعرّف على حركة حماس باللغة الفرنسيّة:
Olivier DANINO, Le Hamas et l’édification de l’Etat palestinien, Paris, Karthala, « Les terrains du siècle », 2009, p. 100-109.
(13) إشارة إلى المعبودات الجاهليّة في مكّة المذكورة في الآيات الموصوفة بـ"الشيطانيّة".
(14) تصريح الشيخ يوسف القرضاوي على قناة الجزيرة يوم 16 جانفي 2011.
( (15خبر على قناة الجزيرة أعادت نشره صحيفة الوطن الكويتيّة.
(16) تصريح الشيخ يوسف القرضاوي على قناة الجزيرة يوم 19 جانفي 2011.
(17) "مفتى تونس يدعو إلى عدم الصلاة على (المنتحرين حرقاً)"، اليوم السابع، 21 جانفي 2011.
(18) تصريح أعيد نشره على موقع hibapress يوم 18 جانفي 2011.
(19) القرآن الكريم، 2، 195. وقد تمّ توظيف هذه الآية لأغراض مختلفة، انظر مثلا فتوى الشيخ السعودي ناصر بن سليمان العمر.
(20) Dominique AVON et Anaïs-Trissa KHATCHADOURIAN, Le Hezbollah. De la doctrine à l’action, une histoire du « parti de Dieu », Paris, Seuil, 2010, 384 p.
21) ) انظر الصمت الذي التزمه موقع http://www.moqawama.org/
(22) Chawki AMARI et alii, « Immolation : Je brûle, donc je suis », El Watan, 21 janvier 2011.
(23) D’après Michaël AYARI interrogé par Perrine MOUTERDE : « L’immolation, un geste de désespoir à forte charge politique », France 24, 19 janvier 2011.
(24) جوابا عن سؤال ليوم 28 جانفي 2011 من قبل أحد مشرفي غرفة الإسلام على منتديات شبكة الحقّ الشيعيّة.
(25) Dominique AVON et Amin ELIAS, « Laïcité : Navigation d’un concept autour de la Méditerranée », parution le 3 janvier 2011 dans la revue électronique Droits de cité.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.