تهدف هذه الدراسة إلى التعرّف على نظريّة ابن خلدون في
الصنائع، من حيث مفهومها وأبعادها الاجتماعيّة والاقتصاديّة، والكشف عن القوانين
الخاصّة بها، كما جاء في كتابه المقدّمة، فالصنائع عنده كلّ عمل يقوم به
الفرد من أجل كسب الرزق سواء أكان هذا العمل يدويّا أو فكريّا، أي أنّه يعتبر
الحِرَف والمِهَن جميعها من الصنائع، وهو ينظر إلى الصنائع نظرة وظيفيّة من حيث
أهميّتها في التقدّم الحضاري للمجتمعات، ونظرة ديناميكيّة من حيث العلاقة التأثيريّة
المتبادلة مع المجتمع.
ولقد أعطى ابن خلدون لمقولة العمل أهميّة خاصّة في
المجال الاجتماعي والاقتصادي مقسّما الأعمال حسب أهميّتها ومجالاتها ومدى إشباعها
لحاجات الأفراد. ومن جهة أخرى، أكّد أنّ العمران البشري لا يقوم إلاّ على الصنائع
وأنّ اختلافها أدّى إلى اختلاف في العمران؛ ممّا دعاه إلى تقسيم العمران إلى عمران
بدوي وعمران حضري، ومقدّما الشروط اللاّزمة لقيام الصنائع وازدهارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.