يتضمن هذا الكتاب مجموعة
حوارات أجراها ريتشارد كيرني مع عدد من الشخصيات والرموز الثقافية المعروفة،
المتميزة في مجالات تخصصاتها، (من أمثال: جوليا كريستفيا، إدوارد سعيد، تشومسكي،
بورخيس، ودريدا... وغيرهم) وفي ذهنه أوروبا ومكانتها في العالم: ماضيا، وحاضراً.
وسؤاله الدائم عنها في المستقبل: ما مستقبل هذه القارة، بدولها ومحاولات الاتحاد
والدمج ما بينها عبر آخر ما وصلت إليه من "صيغ"؟ كما أنه لم ينس أن ذلك
مرتبط بشكل أو بآخر، بماهية العلاقة أو العلاقات القائمة الآم بين أوروبا وغيرها
من دول وثقافات في العالم. أو بما أشار إلى أنهم "الآخرون" لها، دون
تنحيته لتاريخها مع العالم- "آخرينها"، المتسم بالتوتر نتيجة الإرث
الاستعماري الثقيل الذي مثل ملمحاً رئيساً في عيون هؤلاء الآخرين.
لقد أفضى المحوري في هذه
الحوارات، للتطرق إلى جملة من المفاهيم الإشكالية خضعت، بدورها، لآراء متباينة
تبعاً للتباين في البنى الفكرية التي انطلق منها المحاورون. وبذلك يكون كيرني قد
وفر لقارئ الحوارات مناخات جدلية-سجالية ثرة وعميقة، تستحث الذهن على إعادة النظر،
وكذلك على إعادة تركيب وصياغة المواقف.. أو امتحانها، على الأقل.ثمة ضفيرة من الأسئلة المتشابكة، المتسقة أو المتضاربة، تستدعي جمله الإجابات عليها-أو جملة اقتراحات الإجابات- أن نتلفت حوالينا، حول العالم، لنحدد، أو نحاول أن نحدد هويتنا، موضع التساؤل، حيال هويات "آخرينا"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.