يتناول مطاع
الصفدي على هذه الصفحات موضوع نقد العقل الغربي ويبحث ذلك على ضوء الحداثة وما
بعدها في محاولة لفهمه لأنّه وإذا كان ثمّة مدخل حقيقي لفهم هذا العقل الغربي فهو
يكون من خلال مواكبة تطوّرات صراعه مع الحداثة. وهدفه من وراء هذا البحث قراءة
العقل الغربي بعينه والذي رصده المؤلف عبر رحلاته المتلاحقة في نقد ذاته، ونقد
نقده. لأنّه يوجد في نقده وليس في موضوعه.
إذ من غير الممكن
اختلاف المعارضة من خارجه إن لم تكن ذاتاً معاصرة وجوانيّة من داخل خطاباته نفسها.
وينتهي المؤلّف إلى حقيقة تتمثّل في أنّ قصّة العقل الغربي مع ذاته ليست أمثولة
للآخرين، ولا نموذجاً للتقليد. لكنّها هي كذلك قصّة للعقل قابلة لأن تكتب بغير
حروفيّتها الأصليّة، وأن تقرأ بغير عيون وألسنة أبطالها وحدهم، فهي لشدّة دراميّتها
وشموليّة معاناتها، تبدو كما لو كانت قصّة لكلّ عقل يفارق الامتثال مع أصنامه، ويقرّر
المغامرة في مجهوله ذاك.
بمعنى آخر عند
هذا المنعطف يصير نقد العقل الغربي هو نقد العقل العربي، لأنّنا نقرأ فيه ما كان ينبغي
لنا أن نكتبه لو لم تسرق منّا أقلامنا، وتمزّق صحفنا، ونقذف بأنفسنا إلى قبو العالم.
نحكم إغلاق أبوابه، نرمي بمفاتيحه إلى رياح الصحارى، ثمّ نقضي العمر في انتظار عودة
ذات النفس، لكن بدون نفس.
رابط مباشر لتحميل الكتاب: اضغط هنا
رابط مباشر لتحميل الكتاب: اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.