ناجي بن الحاج الطاهرعلينا ان نعي ان الثورة شيء والاحزاب السياسية شيء آخر. الاحزاب في اغلبها تحمل سمات الفساد البائد، وقد تعايشت معه طويلا وحاورته كثيرا، وكانت تتمنى ان يعطيها قليلا مما لديه حتى تسايره. وهي لم تكن تؤمن برحيله ولم تنزل الى الشارع منادية بذلك. ولم تستطع حتى ان تعطي اسم ثروة الحرية والكرامة على الثورة وهي تمر بمراحل خلقها، خلقا من بعد خلق. بل هناك من سماها ثورة الجياع، لعجزه رؤية مطابة الناس بالحرية والكرامة والعدل وتقديم ذلك على لقمة الخبر. الثورة هي المتفضلة على الاحزاب وليس العكس. بل ان قيادات الاحزاب الديناسورية لا تعي الثورة ولا تفهم مطالبها، ومن ثم بقيت غارقة في صراعاتها الايديولوجية القديمة بين دينية ولائكية وتعدد للزوجات وعزوبية وبيكني ونقاب وهلم جرا من المطالب التي لم ينادي بها الشعب طوال خروجه لاسقاط الطاغية. ذلك الخروج الذي كان يحضره المرجوم ابو القاسم الشابي ملايين المرات اكثر من القيادات الحزبية الديناسورية. حيث كان ابو القاسم يعي الثورة وهو غائب عن الدنيا لان تواصله بقي مع شعبه عبر شعره المؤمن بالشعب وبقدرته على اسقاط جلاديه، حيث غنى والشعب معه في كل خروج: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر. ومن ثم كما قلت كل الاحزاب بقياداتها اللاثورية لم تتمكن من الخروج الى الحياة الفعلية الا بعد الثورة. ونضرا لانها لا تؤمن بالناس ثقافة ولا تعي الخلق روحا، بدى لها انها من يحمي الثورة عندما تعوض الفساد البائد وتاخذ قصوره وتعوض مواقع قراره باتباعها وليس بالثوار. هو موقف سخيف يحكس عدم وعي مرحة جديدة قرر فيها الناس الخروج لتحطيم الاصنام والسلاسل والاغلال التي تمنع سيرهم نحو الاعلى. انه واقع يشبه ذلك الذي رد عليه القرآن ب: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا. ذلك ان القراءة السائدة للمعارضة الرئيسية لاسلام الختم في تلك اللحظة كانت لا تعي اصلا المرحلة الجديدة ولا تعي اصلا حتى المراحل التي انشاتها هي والتي لم يكن ابراهيم منتميا لها اصلا لا مادينا ولا مفاهميا -كما في معنى مسلم الجديد-. فكانت تلك الادعاءات فاشلة ايام ولادتها لانها لا تعي ما تريد ولا تعرف اين تتحرك، وتعجر عن وعي الزمان والمكان التي تقف فيه، ولا تدري زمانا ولا مكانا للآخر: يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون. على الامة ان تعي انها صاحبة الثورة وانها من يحميها، وعلى المتنورين من ابناءها ان يقفوا الى جانبها في كل ذلك. فالتحولات الكبرى لا تحميها غير الامة التي انتجتها والتي تفهمها لوحدها لانها ببساطة الخلق الذي يمثل كل تلك المطالب التي نادت بها. فهي الحبلى بمطالبها، وهي من يستطيع تغذية تلك المطالب الى حد خروجها الى الحياة ووقوفها حية قوية تقاوم كل من يعمل على انهاءها.- شوقي بوعناني:الاخ عادل الفرضية المذكورة هي الفرضية التي تروج لها وزارة الداخلية التي ترمي إلى إدانة اعتصام القصبة من خلال صبغه بصبغة حزبية ما تبرر الانقضاض على المعتصمين لا يوجد وجهان للأحزاب وطبعا أنت تقصد الأحزاب المتهمة بأنها دعت إلى اعتصام القصبة فهي لا تدعي أنها دعت إلى الاعتصام وهذا يدل على صدق هذه الأحزاب لأن من دعا إلى الاعتصام هم شباب الثورة أولئك الذين دعوا إلى اعتصامي القصبة 1و2 أنفسهم ولا يعني ذلك التبرّي من الاعتصام فالأحزاب المعنية لم تخف مساندتها للاعتصام جهرا ولم يكن ذلك سريا ولم تمنع قواعدها من المشاركة فيه ونحن لا ندري لم لم يوجه الاتهام للأحزاب في الاعتصامين السابقين رغم تشابه الموقف الآن، فالأحزاب لم تدع إلى الاعتصام وساندته وكل ذلك كان معلنا وهو ما ينفي تهمة النفاق التي تلمح إليها فلو أن الأحزاب دعت إلى الاعتصام لكانت أعداد المعتصمين أضعاف ذلك العدد ومساندة مطالب المعتصمين ليست تهمة حتى تتبرّأ منها الأحزاب.
عادل بن عبد الله:صديقي شوقي1- أربأ بك عن محاولة التبكيت "الحجاجي"( الواعي أو اللاواعي...فالعلم عند الله) التي تبدأ بها كلامك .فأنا قد صغتُ هذا التساؤل من موقع شخصي لا علاقة له بما "تروّج" له الداخلية أو غيرها. كما أنّ قيمة الخطاب أو "حقيقته" أحيانا ليست بالضرورة خارج المواقع "المشبوهة"( أليس ابليس نفسه سيقول الحقيقة يوم القيامة حسب القرآن الكريم؟؟؟)، ولذلك فإنّ مناقشة أي فرضية لا ينبغي أن تنظر في "الرجال" بل في ما يقولونه (حتى ان كانوا مبدئيا في محلّ ريبة).
2-قولك أنّ الأحزاب لم تدع الى اعتصام القصبة، و لكنها دعمته ، أمر يثير أكثر من إشكال: ما الذي يمنع "حزبا" من الدعوة إلى تعبير"سلمي"،بل طلب "الترخيص القانوني "له، إن كانت مطالب التحركات مشروعة من وجهة نظره؟ لماذا هذه المسافة"التنظيمية" من شكل نضالي(هو الاعتصام) إن كان مبرّرا و مشروعا ،بل مشجعا عليه؟3- أنا لم اتحدث عن أي اعتصام سابق ، ولم أعتمد أي منطق ديني في كلامي( مصطلح النفاق الذي ترى-خطأ أنني أتهم به الداعين الى الاعتصام من طرف خفي). إنّ اعتراضي -و صياغته المفهومية- يتنزّل في دائرة السياسي ،لا الديني و الأخلاقي ( فحتى الايتيقي -كما تعلم هو مبحث فلسفي عقلاني و ليس مبحثا فقهيا أو كلاميا). و لذلك فإنني أستغرب منك ،صديقي شوقي، أن تعتمد في محاورتي "مبدأ الغمز أو التخوين"الخفي" و أن تظنّ أنّ الأحزاب الوطنية (اسلامية و العلمانية) لا يمكن أن يتوجّه عليها نقد إلا من مواقع مشبوهة ...يا شوقي أنت تعرفني، وتعرف ما كان و ما هو الان من حالي، ولا أظنك تحدّثت إلا من موقع "بالرجال يُعرف الحق "، على عكس القاعدة المشهورة. لأنك ،يا صديقي، لو راعيت الانصاف ما اعتمدت مثل هذا المنطق الحجاجي معي، و لحاولت أن تناقش "الفرضية" لا ما تتوهّم أنت أنه مصدرها أو المستفيد منها (حقيقة أو وهما)..تحياتي
شوقي بوعناني:الاخ عادل ليس في كلامي اتهام لشخصكم لكن الفرضية المذكورة هي فعلا أطروحة وزارة الداخلية وقد جاء ذلك على لسان الناطقين باسمها في أكثر من برنامج تلفزي وهي الفرضية التي تتبناها بعض الأحزاب التي ساندت موقف وزارة الداخلية وهذا توصيف للفرضية لا علاقة له بشخصكم، أنت تعلم أنني أبعد من أن أتعامل معك بمنطق تخويني . لكن ما حيلتي إن كنت تستعمل نفس العبارات التي استعملها معارضو الاعتصام فهل يكون من الواجب علي أن لا أنتقد الفرضية المذكورة لأنك صديقي، ألا ترى أنك تناقض نفسك إذ تطلب مناقشة الفرضية ثم تتهمني بالتخوين. ثم أليس البحث في مصادر الفرضية مظهرا من مظاهر النقاش؟ لو نظرت إلى حديثك عن الترخيص القانوني ألم يصدر هذا الكلام عن وزارة الداخلية من قبل فهل تسمح لي بمناقشته أم أنه من المسلمات؟ عن أي ترخيص قانوني نتكلم هنا؟ عن القانون الذي وضعه بن علي لتكميم الأحزاب والقضاء على كل صوت حر ؟ هل قامت هذه الثورة لكي نلتزم بهذا القانون القمعي؟ هل القانون أعلى قيمة من الدستور الذي وقع تجميد العمل به؟ كيف سأقيم هذا القول هل هو صادر عنك أم عن وزارة الداخلية؟ فهل في نقده انتقاد لشخصكم أم لوزارة الداخلية؟
عادل بن عبد الله:صديقي شوقي1- لو سألتك من أي موقع تتحدّث ، ستجيبني بأنك تتحدث من موقع شخصي، و بالطبع فإنّ كلامك يمكن أن يُحسب على النهضة ..فهل يعني ذلك أنك تتحدث "رسميا"باسمها؟؟ بالطبع ،فإنّ تلاقي موقعك مع موقع النهضة لا يجعل لكلامك أي شرعية أو مشروعية "ما قبلية"، لأن النهضة نفسها ليست إلاّ طرفا سياسيا يخطئ في تقديراته السياسية و يصيب.
2- التقاء كلامي-في ذهنك- بخطاب الداخلية- يعني أحد أمرين :أ- أنا أحمل وعيا مخترقا من طرف الدعاية الرسمية (التي لا تقول الحقيقة "دائما" حسب رأيك) ولكنني لا أعي بذلك.
3- أنا "أعي" تماما أنني أردّد خطاب الداخلية ، وهذا بالطبع -بالنسبة اليك-شبهة أعظم. وكما ترى فإنك يا صديقي ،في الحالة الأولى تصادر على أمر لا دليل لك عليه ، وفي الحالة الثانية تبهتني بأمر أنت تعلم يقينا براءتي منه. و في الحالتين ،فإنك باستدعائك للداخلية كطرف مضاد لخطابك، فإنك تجعل من كلّ من سيناقضك في حكم "المستلب" أو العميل. ولا يخفى عليك خطر هذا المنطق و تهافته نفسيا و معرفيا.4- هل صدور "كلّ" كلام عن وزارة الداخلية (التي هي الطرف الذي منح التأشيرات لكل الأحزاب الوطنية والمشبوهة)، يجعله كلاما عبثيا أو مرفوضا مسبقا. ففي مسألة القوانين المنظمة للتظاهر و الاعتصام (الذي هو حسب أحد رجال القانون يعرف "فراغا تشريعيا)، لماذا لم يكن من مطالب "الأحزاب الوطنية" إصدار مراسيم جديدة تلغي المراسيم القمعية القديمة،خاصة مع ذهاب سندها القانوني الأعلى (أي الدستور )؟؟؟ أظنّ يا صديقي، أنّ الاستقطاب الثنائي الذي تقيمه بين الداخلية و كلامك لا يُسلّم لك به ،لأنّ هناك مواقع "ثالثة" قد أقصيتها منه : محاورك الذي يلعن الدكتاتورية و لكنه لا يتموضع معك في نفس الرؤية أو المقاربة......هل على هذا المحاور أن يسكن "التخوم" ضرورة و إلا كان إخوانجيا حينا و عميلا حينا آخر و مشبوها في كل الحالات؟ تحياتي سي شوقي
شوقي بوعناني:الاخ عادل مرة أخرى أقول لك إن رأيي الشخصي أن في الفرضية المذكورة هو أنها مطابقة لموقف وزارة الداخلية في الواقع العملي الذي نعاينه من خلال خطابات الناطقين باسم وزارة الداخلية فقد صرحوا مرارا وهذا معلوم للقاصي والداني أن الأحزاب تدفع إلى الاعتصام في السر وتتبرأ منه في العلن، هذا توصيف لواقع لا حكم فيه على شخصك وقد استغل هذا القول مبررا للتصدي للمعتصمين بتلك الوحشية. ولا علم لي بحقيقة موقفك من هذا القول فأنت تطرحه للنقاش ونقاشي هو للفرضية التي طرحتها وليس لشخصكم فلا اعلم سببا للتعامل مع هذا النقاش الذي طلبته بنفسك بهذه الحساسية ولا أظن أن كلامي يفهم منه اتهام لشخصكم بالعمالة، وأنا فعلا لا اعلم حقيقة موقفك من الفرضية، وأنت طبعا حر في أن تقبل بهذه الفرضية أو ترفضها ولا يعني قبولك أو رفضك في نظري عمالة أو بطولة فكل ما في الامر اننا اما أن نوافقك على هذا القبول او ان نعارضك فيه ومعارضتنا لك لا تعني اننا نتهمك بالعمالة او أن موقفك مخترق، أظن أنه من حقي إبداء الرأي في الفرضية المذكورة دون ان يفهم موقفي على انه اتهام لشخصكم ، هو موقف من فرضية يقول ببساطة إنها موافقة لموقف وزارة الداخلية، ونحن نرى أن هذه الفرضية بالذات وليس كل ما يصدر عن وزارة الداخلية (وإن كنا نتمنى أن تصدر عنها أشياء مقبولة ) هذا الموقف بالذات في هذا السياق التاريخي المحدد (ذلك أن الفرضية لها علاقة بوقائع تاريخية محددة ) هو في نظرنا مجانب للصواب ومن حقك أن توافقنا في ذلك أو تخالفنا ولا يعني ذلك عمالة او اختراقا كل ما في الامر اننا اما ان نتفق او ان نختلف فان اختلفنا فالخلاف لا يفسد للود قضية
Bamm Andalous LA REVOLUTION a arraché sa LEGITIMITE avec ses ongles et ses dents ;le PEUPLE n'est pas prêt encore à céder cet acquis à qui que se soit ; il lutte encore jusqu'à ce que tous requins tous les petits dictateurs ,toutes les momies et tous les arrivistes branle bas et se retirent ,autrement la REVOLUTION du KACTUS CONTINUE .......
سليمان بن تملّست:أخي عادل هذا ما يتراءى لي على مستوى المشهد السياسي الحالي حيث نجد أنّ هذه المسلكيّة أي " التبرّي الرسمي و المباركة السرّية"، قد تكون هي العملة الموظّفة من طرف جلّ الأطراف السياسيّة المتواجدة على الساحة حيث التعامل مع الأحداث من منطلق المصالح الضيّقة والآنيّة - وكأنّ المحطّة الانتخابية هي الهدف الأساسي للعمل السياسي لا غير – وذلك من خلال التكالب على كسب المتعاطفين بشتّى السبل ومن خلال التعامل الانتهازي مع الأحداث وهذا يعكس مدى تدنّي الوعي السياسي لدى النخب السياسيّة ومدى محدوديّة رؤيتها حيث تغلّب النزعة البراغماتيّة الآنيّة والفئويّة على المبادئ والأخلاق , كلّ هذا ولّد هذا التطاحن وهذا التهميش من خلال هذا الحوار المشحون والغير المعقلن , فعوض طرح المسائل الحيويّة التي تلامس الواقع وتتفاعل مع هموم الناس , نجدها تفتعل قضايا وهميّة وتختلق فزّاعات نحن بأمسّ الحاجة لتجنّبها , خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمرّ بها البلاد حفاظا على الوحدة الوطنيّة التي كانت رائعة أثناء الانتفاضة والتي مازالت سائدة بين المواطنين إذا لم تلوّثها هذه النخب السياسيّة المراهقة والتي لا تبدع إلاّ في إذكاء الفتن!!!! فعلى جميع الأطراف أن تراجع تحرّكاتها وأن تغلّب المصلحة الوطنيّة على المصالح الفئويّة وأن تسعى إلى حسن إدارة الاختلاف تفعيلا وتثمينا لأنّ قدرنا أن نعيش سويّا في هذا الوطن وأن نساهم سويّا في تنميته ورقيّه والله وليّ التوفيق.
نزار قرّاب:تحفظي الوحيد أخي عادل هو قولك بالمسافة النقدية المتساوية وهو إنحياز بامتياز (غير أني أدعي فهم قصدك) وهاك النتيجة"لو خرجت من جلدك ما عرفتك".إن المسألة تعبير عن ثقافة سياسية بائسة:معانا ولا معاهم والسياسة هي فن رعي الأغنام, وهذا ما يؤيده مخزون شعبي ويستلزمه إفلاس فكري هائلان.ولكن من يتحمل المسؤولية الكبرى؟ أهي الحكومة بسياستها الداخلية والمصرة دوما على سياسة حسون الملعون؟ هل يعقل!أم أحزاب تدعي إصلاحا في حين أنها أحق به.فالمفروض أن تكون بعد تحديد ثوابتها وأطرها في كنف الشفافية مسرحا لحوار مفتوح يقلص من الحسابات الضيقة ويقويها شعبيا عبر إعطاءها مشروعية و مصداقية وتنظيم صفوفها وفق أسس موضوعية.لكن ماذا تفعل بعقلية الموالاة والاستخفاف بالأتباع والتوسل إلى بعض المبدئيين بالسكوت تجنبا لشق الصفوف وشماتة الأعداء ومحافظة على "أبنائكم" كواجهة نضالية جميلة.أنا لاأقصد بالطبع أحزاب السنافر فأمرها محسوم ولكن أقصد التي تعلق عليها آمالنا في التصدي لحسون الملعون وهي وإن بدرجات متفاوتة حساسين!!! المصيبة أنها تبرر تلاعبها بتلاعبه ولهذا فدور المثقفين المبدئيين اليوم أهم من أي وقت مضى في الصدع بالحق بقوة و بصراحة وإلا فكل الطبقة السياسية فاقدة لمصداقيتها لا محالة وسيكون عليكم مواجهة فكر الأبيض والأسود مع الأعداء بعد فشلكم في اتخاذ مواقف مستقلة.أملي الآن في إحياء أمثال قديمة:قولها وموت على دينك*ما يبقى في الواد كان حجرو . تحياتي للجميع.
ناجي حمزة:هل الانتماء لحزب من الاحزاب جريمة؟
بعد حملة التشهير بالاحزاب في بعض الاذاعات (ما نعرفوش منين جاء و لا شكون مولاه...) اصبح كثير من الناس يتبرؤون من الانتماء الى اي حزب و عندما يتكلمون يقولون" لست و لست و لست...انا لا انتمي الى اي حزب...لست اسلاميا و لا يساريا " و كانهم يخافون من شبهة الانتماء الحزبي التي قد تفقدهم مصداقيتهم...و شاهدت اليوم احد المنشطين يتهم ضيفه بالانتماء ال حزب ما و كانه بذلك يكون قد اقترف جرما ينزع عنه الشرف و الصدق و النزاهة و الذكاء...و انا ادعي ان عدم الالتزام قد يكون خدعة و ان التحزب ليس دائما انحيازا و عدم نزاهة و انه لا سياسة و لا ديمقراطية بدون احزاب و ان شيطنة العمل السياسي لا تخدم الا اصحاب النفوذ الذين يبحثون عن الاستفراد بالحكم .بواسطة: Abou Hassib.
ناجي حمزة:يا سفيان و هوما مطلوبين فيه الحزب كيف يتورط ؟ هؤلاء كأهل الكوفة الذين غرّروا بالحسين و استدرجوه للنزال ثم تولّوا . هؤلاء هم الذين دفعوا بالنهضة للصدام مع النظام عام 90 ثم تولوا يضحكون و يتباكون و يشمتون و يشنعون على قادتها بأنهم غير مسؤولين و صداميين و أنهم ورطوا أتباعهم و البلد و فرّوا من الميدان ... ( و قال لا غالب لكم اليوم من الناس و إني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه و قال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون ...) . هؤلاء إن تقدمت الأحزاب و احتجت قالوا راكبون على الثورة و يضحون بأتباعهم من أجل الكراسي و إن هي سكتت و صبرت و كظمت الغيظ قالوا خونة و غدروا بالثوار و لا تعنيهم إلا الكراسي . هؤلاء الذين يشيطنون السياسيين و الأحزاب كما شيطنها بن علي و يدّعون الاستقلالية و كلنا نعرف أنها أكبر كذبة و هي سلبية و تبرير للقعود . و يطالبون الأحزاب أن تناضل بالنيابة و تؤطر المجتمع بالنيابة و هم لا هم لهم إلا التبجح بالاستقلالية و المرونة و حرية الحركة و الانتقاد . و كلنا يعرف أنها انتهازية حتى لا يسألوا إن لم يساهموا و حتى يضمنوا باستقلاليتهم مكانة مع المنتصر و مقعدا مع الرابحين .
هؤلاء الذين ينظرون للديمقراطية أو الشورى و يتناسون أن من مبادئها الاختلاف و حتمية المعارضة و بالتالي حتمية وجود الأحزاب و المتحزبين ... غريب أن نقرأ في تعليق الد . ناجي سخطا و حقدا على الأحزاب و كنا ننتظر رؤية متبصرة للواقع التونسي المتخلف الذي لم يمر بمرحلة الحياة الحزبية بعد حتى ينتقل إلى ما بعد التحزّب . هناك قراءات مغلوطة للواقع التونسي . فالثورة جاءت نتيجة تراكمات نضالية قامت بها الأحزاب نعم الأحزاب بأبنائها على امتداد عشرات السنين . بل إني أرى أن مشكلة الثوار أنهم غير مسيسين و غير مؤطرين فهل سيقوم بهذا الواجب المستقلون ؟ لا أعتقد و من الهبل أن نعتقد أن ينهض بهذا العبء المستقلون المستقيلون .
فرجاء حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا الأحزاب و لو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدّة و لو أرادوا القصبة لكانوا فيها لا يضرهم من خذلهم و لكنهم رضوا بأن يكونوا في الخلف ينتقدون و إنهم هنا قاعدون للتنبير و انتظار المنتصر لتهنئته كما لا يفتِؤون يهنؤون شباب الثورة بثورته و يغمطون الأحزاب جهدها فلا هم قاموا للعمل و لا تركوها تعمل . باختصار هؤلاء هم النخبة المستقلة الذين هرع منهم نفر للهيئة المستقلة و للهيئة الأم و لا زالوا يهرعون فعن أي استقلالية يتحدثون ؟؟
نزار قرّاب:يا إخوان قضيتنا ليست المزايدة على النهضة أو غيرها.بكل بساطة هل بإمكاننا أن نرى أحزاب تضم مبدئيين لا بيادق(لاحظوا أني لم أخصص حزبكم بالنقد لا الآن ولا آنفا فإذا انطبقت الأوصاف عليه فهل يعقل أن نتجنب الحديث في وضع عام حتى لا يغضب أحد,ألم يقل(ص) أنصر أخاك ظالما أو مظلوما , والثانية معروفة) و كثير منهم طيبون فقد يفاجؤون بموقف أو تصريح من قيادتهم يحرجهم ولكنهم يقنعون بأفضل المتاح. ولا أظن أن هذا هو الطبيعي فالأصل أن تحدد مواقف الحزب إنطلاقا من القاعدة لا العكس وهكذا يكون الحزب منسجما و متماسكا أي قادرا على القيادة "في كل الحالات" والتغيير بدون الحاجة إلى فن التبرير أو إلى الثقة العمياء(فما هكذا ننهض بالبلاد). قد يرى البعض هذا نقدا قاسيا وعدم مراعاة لخصوصية المرحلة ولكنه أفضل من التبعية و التملق وأنفع,وهذه سبيل المصلحين الذين يريدون وفق الإسلام تحديث المجتمع بإرساء المحاسبة عوضا عن الموالاة وهذا هو محك الإختبار الحاسم. وقد قال ابن الخطاب أحبكم إلي من أهدى إلي عيوبي. فمتى نفهم أن النقد أهم ركن في عملية الإصلاح.
ملاحظة:
في مداخلتي السابقة لا أقصد بالإستقلالية عدم التحزب وإنما أن تكون مواقف المتحزب هي المحددة لمواقف الحزب وليس العكس. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
نزار قرّاب:يا إخوان قضيتنا ليست المزايدة على النهضة أو غيرها.بكل بساطة هل بإمكاننا أن نرى أحزاب تضم مبدئيين لا بيادق(لاحظوا أني لم أخصص حزبكم بالنقد لا الآن ولا آنفا فإذا انطبقت الأوصاف عليه فهل يعقل أن نتجنب الحديث في وضع عام حتى لا يغضب أحد,ألم يقل(ص) أنصر أخاك ظالما أو مظلوما , والثانية معروفة)و كثير منهم طيبون فقد يفاجؤون بموقف أو تصريح من قيادتهم يحرجهم ولكنهم يقنعون بأفضل المتاح. ولا أظن أن هذا هو الطبيعي فالأصل أن تحدد مواقف الحزب إنطلاقا من القاعدة لا العكس وهكذا يكون الحزب منسجما و متماسكا أي قادرا على القيادة "في كل الحالات" والتغيير بدون الحاجة إلى فن التبرير أو إلى الثقة العمياء(فما هكذا ننهض بالبلاد). قد يرى البعض هذا نقدا قاسيا وعدم مراعاة لخصوصية المرحلة ولكنه أفضل من التبعية و التملق وأنفع,وهذه سبيل المصلحين الذين يريدون وفق الإسلام تحديث المجتمع بإرساء المحاسبة عوضا عن الموالاة وهذا هو محك الإختبار الحاسم. وقد قال ابن الخطاب أحبكم إلي من أهدى إلي عيوبي. فمتى نفهم أن النقد أهم ركن في عملية الإصلاح.ملاحظة:
في مداخلتي السابقة لا أقصد بالإستقلالية عدم التحزب وإنما أن تكون مواقف المتحزب هي المحددة لمواقف الحزب وليس العكس. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
ناجي حمزة:الصديق نزار أوافقك في كل ما ذكرته و ليس غريبا أن لا تكون المقصود بكلامي . فنحن نتحدث من الموقع نفسه ، موقع المستقل متواضع الخطاب الذي يتقدم بخطابه للإصلاح و ليس التعالي و المزايدة . هناك فرق بين مستقل يستمد من استقلاليته قوة للنصح و التفكير و تقريب وجهات النظر المتباينة و استكمال ما عجز عنه المنتمي بحيث يكون أقدر على الفعل و المبادرة ، و بين مستقل يحمل خطابا متعاليا تخوينيا يثبط العزائم و يسخر من الأحزاب و يقلل من شأنها و قدرتها دون أن يكون مستعدا للتضحية أو تقديم رؤى نقدية معالجة لوضع الأحزاب و البلاد فلا يصدر منه إلا الإزدراء و التبخيس . و لو سألت عنه ربما وجدته مهاجرا لم يلامس واقعا و لا عرف الثورة و لا الثوار ثم يصدر أحكاما نهائية تنتصر لهذا و تبخس آخر بناء على آرائه المجرمة للعمل الحزبي أو السياسي أو تأثرا بنمط غربي بعيدا عن واقعنا . أو لخلافات له مع حزب معين لأنه لم يكن في الصفوف الأولى و يوم تتاح له فرصة تصدر الأحداث يرمي باستقلاليته المزعومة و يتحول قياديا . من ذلك العدد الهائل من الأحزاب / 100 معظم قادتها كانوا قبل أيام مستقلين مفتخرين بحريتهم و استقلاليتهم . و لا علاقة لكلامي هنا بحزب بعينه بل هو أساسا حول فئة من النخب المتعالية عن الجماهير و عن السياسيين و التي لا ترى نفسها إلا قيادات أو غاضبة متهكمة ... هل تحتمل بلادنا أكثر من 10 أحزاب على أقصى تقدير لولا حب الزعامة و الظهور لدى النخبة المنسلخة عن أحزابها الأم أو عن استقلاليتها السابقة ؟
أنا ابن وسط شعبي و أجلس في المقاهي و أسمع من أشباه النخب المستقلة ( و ما أكثرهم ) الساخطة على الأحزاب دون أن يتعرفوا عليها حتى ، و كيف يخططون للترشح للانتخابات و لا هم لهم إلا إيجاد سبيل للوصول مستقلين إلى المجلس و اغتنام ما تتيحه الثورة من فرص . و إذا قلت له إن أفكارك تلتقي مع هذا الحزب أو ذاك يقول كلا : أريد نفسي مستقلا . يعني أنه في غنى عن العمل و البناء أو غير قادر عليه و لكنه سيعمل إذا ترشح أو إذا كون حزبا خاصا أو مدرسة خاصة .
من هنا و وفقا لدراستي لواقع المجتمع و الحالة السياسية لدى الشباب خصوصا أرى أن وضعهم كأتباع في حزب هو أشرف من الوقوف على الربوة و السلبية ، إني أحترم و أبجل كل شاب ينشط في أي حزب مهما كان . و لن تتأسس ثقافة المواطنة إلا بانخراط شبابنا في النشاط و يقطعوا مع زمن التهميش و اللامبالاة و ثقافة الكرة و الاسفاف و الميوعة . بعضهم يطرح العمل الجمعياتي كبديل عن الأحزاب لإدراكه عيوب التحزّب . نعم هذا معقول و لكن باعتقادي هذه مرحلة متقدمة و لا تنجح في غياب مؤسسات ديمقراطية مدنية خاصة مع نقص الوعي و الحس المدني . فيكون النشاط الحزبي مرحلة اضطرارية و ضرورية لبناء وعي جمعي يمهد لمراحل قادمة لا نحتاج فيها لقادة و أتباع و شيوخ و مريدين و تكون فيها القواعد موجهة لقادتها ... و بالعودة إلى فرضية الصديق عادل أقول إن عالم السياسة هو عالم الضرورات و ليس عالم ثوابت و يقينيات بحيث يخضع لإكراهات الواقع الذي تراعى فيه المصالح العليا و درء جملة المفاسد المترتبة عن أي قرار . و هنا تأتي الحكمة التي قد تكون غائبة عن الأتباع المتحمسين قليلي التجربة ، بحيث تراعى المقاصد العليا من الاختيار السياسي . و تجربة التيار الاسلامي في بداية التسعينات تعطينا درسا بليغا حين يقع تغليب النهج الشبابي المتحمس على غيره ، و حين ينصب طرف واحد في البلاد نفسه كحل فوق كل الحلول و يخوض الصراع منفردا ، و حينما لا تغيب اليافطة الحزبية و تذوب في مجتمع متحرّك جاهز و قابل للانعتاق و التغيير ، حينها يكون الخراب و الفوضى . لذلك أدعم العمل الحزبي لتأطير المواطنين و حثهم على المبادرة و التخلي عن اللامبالاة و السلبية دون الانجرار وراء رغباتهم المتحمسة و المتشنجة . و اعتصام القصبة 3 نظمه أبناء الثورة و عشاقها و هم منظمو القصبة 1 و 2 . و هم أنفسهم يرفضون أن يتبنى أي حزب اعتصامهم و يرحبون بكل من يلتحق بهم تاركا يافطته الحزبية خلفه . و اللبيب من فهم رسالتهم و عرف كيف يوفق بينها و بين حقّه و رغبته في الاحتجاج . تحياتي .
ناجي بن الحاج الطاهر:يذهب المفكر الكبير مالك بن نبي الى ان كل جاهلية وثنية. ذلك ان الجهل والوثنية قريبان من بعضهما البعض، يدل كل منهما على الآخر. ومن ثم كان الاسلام قد ربط تواصله مع ابراهيم عبر تحطيم الاصنام، وكان آخر عمل قامت به النبوة عند مرحلة الختم هو تحطيم الاصنام كذلك.
هناك تشنج كبير على ما يبدو في التحاور حول سؤال وجيه ومشروع طرعه الاخ الكريم سي عادل ( إنّ كل تحرّك "نضالي" مشروع في مطالبه ، تعتمد معه الأحزاب الوطنية-إسلامية كانت أو قومية أو يسارية أو ليبرالية- منطق "ذي الوجهين"( التبرّي الرسمي و المباركة السرّية)، هو تحرّك محكوم عليه بالفشل من الناحية الواقعية، و مرتبط ببراغماتية حزبية ضيقة من الناحية السياسية، و لا يمكن أن يُعبّر عن انبثاق ايتيقا فعل سياسي جديدة من الناحية الأخلاقية... ما رأيكم؟؟؟). انتهي
السؤال يدور حول التبري الرسمي والمباركة السرية، وهل هذا العمل- بقطع النظر عن انتماء القائمين بهذا العمل- امر محكوم عليه بالفشل من الناحية الواقعية. هل يمكن لمثل هذا العمل ان يؤدي الى ايتيقا فعل سياسي جديد تحتاجه الامة وقد غاب عن واقعها طويلا.
انا شخصيا اومن ان العدل والظلم لا يمكنهما ان يؤديان الى نفس النتائج، ولا يجتمعان في شخص واحد. اي لا يمكنك ان تكون عادلا وظالما في نفس الوقت، بلا كلما زاد ظلمك قل عدلك، والعكس صحيح. لا يمكنك ان تكون صادقا وكاذبا في نفس الوقت. لا يمكنك ان تصدق بالحسنى وتصل الى نفس نتائج التكذيب بها، لا يمكن ان تعطي وتتقي وتصل الى نفس نتائج من بخل واستعنى. انا عندما استعمل العقل ملتزما بمرجع المعنى اصل الى نفس النتائج: فاما من اعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، واما من بخل واستعنى، وكذب بالحسنى، فسنيسره للعسرى. يضيف القرآن ، مرجع المعنى زمن الختم ان الانسان لا يمكنه ان يغير تلك النتائج، حيث يضيف: ان علينا للهدى وان لنا للآخرة والاولي.
اي ان الدنيا لا تقوم على عبث، وان العمل يخضع لسنن تحكمه وعلينا معرفتها ان اردنا ان نغير ما بواقعنا وانفسنا نحو الاحسن. ليس من السهل انزال ذلك الى واقع الحياة وجعله واقعا جديدا معاشاحيث يحتاج الامر الى وعي ذلك وقبوله فكرا اولا ثم الالتزام به ثانيا ثم العمل على انزاله داخل المحيط الذي نعيش به ثالثا، ثم العمل على تحويله الى العادة الجديدة التي يمارسها الناس.
يمكن ان ندرس مطالب الثورة علميا وما نادى به الناس وما صرحت به الاحزاب قبل الثورة وعند قيامها حتى نرى الى اي مدى تبتعد مطالب الناس بصفة عامة ومطالب الاحزاب والنقاشات التي دارت بينها الى يوم الناس هذا.
التحزب عندي ليس ان ينتمي احد ما الى حزب معين ويعمل من داخله، ولكن التحزب ان يتحول الحزب الى صنم يعبد ويحدد وجهة الانسان ويعطي معنى لعمله، ويقنعه انه المالك للحقيقة، الذي سجل الثورة باسمه ليمنع الاخرين المشاركة حتى في الحديث حولها، ربما لان هؤلاء الآخرون يعيشون في المهجر. ذلك المهجر الذي على ما يبدو يسقط عنهم حق الانتماء للبلد وحق الادلاء برايهم؟
كان آخر ما كتب المرحوم مالك بن نبي هو كتاب: مشكلة الافكار في العالم الاسلامي. حيث لخص فيه تجربة حياته ورؤيته الى للمشكل الرئيس الذي يجب حله.
لم يكن في تعليقي سخطا ولا حقدا على احد، حيث اني غير مهتم بذلك اصلا فلا السخط ولا الحقد قيمة حسنى اعمل على اتباعها. وليس من اسماء الله الحقود حتى يدعى بها،وهو غاية وقصد الوجود كله. التدخل اساسا كان حول فكرة ان الثورة لن تحميها الاحزاب، واكرر لن يكون ذلك. فالثورة اكبر من الاحزاب، بل انا ارى ان من اسباب قيام الثورة غياب الاحزاب وضعفها في عهد الطاغية، مما كان وراء توحد الناس حول قيم عليا تهمهم ولا ترتبط بانتماء ضيق. ومن ثم على اللامة ان تجبر الاحزاب على احترام مطالبها والقيم العليا التي نادت به الثورة والتي وحدت الناس واسقطت الطاغية. الاحزاب جميها كلما مطالبة بالالتزام بذلك، ولو كان هناك عدل تجاه الثورة وشهداءها لكان ذلك شرطا لاعطاء اي حزب حق العمل.
ثم ليس صحيحا ان لا يستطيع انسان ان يخدم امته حتى يكون منتميا الى حزب ما، ناهيك ان يكون متخزبا. فيمكن للصحفي ان يخدم امته من موقعه والتزامه كلمة الحق التي يساعدها على معرفتها شاهدي الوجود مرجع الفعل -الكون، ومرجع المعنى- القرآن. كما يمكن لمخرج سينمائي فعل نفس الشيء، ويمكن للمفكر ان يقوم بنفس الدور، كما يمكن ان يكون للامة مؤسسات مدنية لا تنتمي لاي حزب، كما كان لها سابقا كمؤسسة الاوقاف مثلا، ومؤسسة المساجد، ورابطة العلماء، وغير ذلك مما تحتاجه الامم لمواجة التحديات التي تواجهها.
اي ان التحدي ان يكون للمجتمع المدني وجوده ، وللناس مؤسساتهم المدنية التي تحرص- مع واجب تيقضهم الدائم - تطلعاتهم ومطالبهم. ومن ثم يمكن ان يفرض على الاحزاب الالتزام بمطالب الثورة وتطلعات الناس وان تحاسب حسابا علميا على اداءها وتطالب ببرامج لها ارتباط مباشر بما يحتاجه الناس. ليس من حق السياسي ان يبشرنا بالحور العين يوم القيامة، وهو لا يملك القدرة على المساعدة ان ينخفض سن السواج من 35 الى 30 سنة مثلا. هو لا يملك مفتاح الجنة ولا يستطيع ان يدعي ان بامكانه تزويجنا الحور العين، وعليه ان يلزم برنامجه ما يستطيع القيام به، وعلى الامة ان تحاسبه على ذلك بقطع النظر على انتماءاته الحزبية. فان تم انتخابه مثلا على ان يسوي طريقا ويزيل الحفر منه، كان عليه ان يلتزم بفعل ذلك وليس ان يلهي الناس باشياء اخرى لم يتم عليها الاتفاق لحظة انتخابه.
لم يكن الافغاني، او عبدو، او اقبال، او مالك بن نبي، واو شريعتي، ولا منى ابو الفضل، ولا المسيري، ولا العلواني متحزبون ولكن لا ينكر عليهم احد انهم من رواد النهظة وانهم ساهموا اسهاما كبيرا في تحديد وجهة الامة ومعرفة اين تقف زمانا ومكانا. مع العلم انهم كلهم مارسوا الهجرة ، وتعلموا منها الكثير وكانت عاملا مساعدا على تحسين اداءهم. والله اعلم
22 يوليو 2011
من حوارات مجموعة "في سبيل تجاوز رهاب الإسلام والعلمانيّة" (3): ازدواجيّة الخطاب الحزبي في تونس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.