04 مارس 2012

قراءة في قراءات الثورة التونسيّة... مرشد القبّي



يحاول الكاتب في ورقته هذه قراءة الثورة في تونس، متوقّفًا عند الإشكاليّات التي تتعلّق بمفهوم ما جرى هل هو ثورة أم انتفاضة؟ مسترسلًا في تحديد المعنى اللّغويّ والسّياسيّ للمصطلحيْن. من خلال قراءته، يحاول الكاتب الاقتراب من معالجة الإشكاليّة التي تتمحور حول السّبيل التي تتيح للمفكّر العربيّ تجاوز ما يمكن تسميته "ضمور الحسّ التّاريخيّ"، باعتبار أنّه نظّر للثّورة قبل عقود لكنّها لم تقم في أيّ بلد عربيّ، لأنّ "الثورة" قامت اليوم وينتظر قيامها في أكثر من بلد عربيّ. كما يراهن الكاتب على تدبّر العلاقة الجدليّة المفتوحة بين التاريخيّ والمعرفيّ، من خلال فحص كيف قرأ الدّارسون الثورة التونسيّة، وآليّات هذه القراءة والغايات المعلنة والمضمرة التي حفّزتهم على الاهتمام بها. ويرى الكاتب أنّ التنبّؤ بتأثير الثّورة التونسيّة في التّوازنات الإقليميّة والدوليّة لا يجانب الصّواب، فضلا عن أنّ ما وقع في تونس أثرى بلا شكّ مفهوم الثّورة في حدّ ذاته، وجعله مسايراً لإيقاع التّاريخ وتطوّراته. ويعتقد أنّ المكسب الذي لا يمكن التّقليل من أهميّته هو: أنّ الثّورة التونسيّة وما تلاها من الثّورات قد أعادت للإنسان العربيّ شيئاً من الإحساس بقيمته وكرامته، في انتظار أن تلهمه سلوكًا مزدوجًا من الهدم وإعادة البناء يتلاءم مع طبيعة الفعل الثوريّ ومقتضياته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.