20 سبتمبر 2011

تراثنا كيف نعرفه ؟... حسين مروّة


الدكتور حسين مروّه، (1910-1987)، من أهمّ رموز الثقافة العربيّة في القرن العشرين، وقد اغتيل في بيروت (18 شباط 1987). يعدّ من الأوائل الذين لفتوا انتباه اليساريّين الى أهميّة قراءة التراث العربي الإسلامي برؤية تقدميّة فاتحاً الطريق للعديد من الباحثين لتكلمة المشوار (الطيّب تيزيني، هادي العلوي، الخ). ففي مشروعه الكبير (النزعات الماديّة في الفلسفة الإسلاميّة) الذي قضى عقدا من الزمن لإنجازه، قدّم مروّة قراءة للتراث العربي الإسلامي بلغة ومنهج ماركسي مثيراً بتلك القراءة والتفسير جدلاً واسعاً في الأوساط الدينيّة وخاصّة المتطرفّة منها، فكتاب النزعات الماديّة ذو أهميّة معرفيّة وثقافيّة وسياسيّة كبيرة.
ولد حسين مروة في جنوب لبنان لأسرة محافظة على 1910. أرسله والده الشيخ عليّ مروّة الى النجف عام 1924 للدراسة في الحوزة العلميّة. تعرّف مروّة على حسين محمد الشبيبي وتوطّدت علاقتهما، فكان أن أعطاه الشبيبي كتاب (البيان الشيوعي) الذي سهر مروّة ليلتين لقراءته حسب ما روى مروّة نفسه وكان السبب الأوّل في بداية معرفته بماركس رغم تأخّره عنه. بدأ التحوّل الفكري لدى مروّة يأخذ منحى علميّا في بداية الأربعينيات من القرن العشرين. ويعترف مروّة أنّه يرتبط بالعراق وقضيّته ونضاله، فبعد أن أصدر نوري السعيد قراراً باسقاط الجنسيّة عنه وإبعاده خارج العراق كتب مروّة مقالاً بعنوان (أنا عراقي.. وأن) نشر في جريدة "صوت الأحرار" البغداديّة يوم 16 حزيران عام 1949 أي بعد أسبوع من خروجه من العراق. مثّلت مدينة النجف التي عاش فيها مروّة بؤرة التأسيس الفكري لدى مروّة والكتابة الأدبيّة في بداية حياته، لكن بعد استيعابه وتبنّيه للفكر الماركسي واختياره الطريق لتوجّهاته الفكريّة التي دفع حياته ثمناً لاعتناقه إيّاها، بعد طرده من العراق أعيد الى لبنان لينضمّ الى الحزب الشيوعي اللبناني بعد أن حرمه نوري السعيد من ممارسة نشاطه السياسي داخل العراق.
كتب في جريدة الحياة زاوية يومية (مع القافلة) على مدى سبع سنوات، وانتخب عام 1965 عضواً في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني وترأّس تحرير المجلّة الشهيرة (الطريق) من عام 1966 حتى 1987، وعضواً في مجلة النهج الصادرة عن مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكيّة في العالم العربي، وقد درّس الشهيد مروّة مادّة (فلسفة الفكر العربي) في الجامعة اللبنانيّة ببيروت.
وقد حرص مؤلّف هذا الكتاب، وهو المفكّر والفيلسوف، على الرجوع إلى التراث الثقافي العربي، ليفتح منافذ النور على كنوزه المطموسة، ويجلو قيمتها الصحيحة في ضوء الواقعيّة الجديدة من مذاهب النقد والبحث الأدبيّين.

لقد كتب فصول هذا الكتاب بين عامي 1955 و1980، حيث شكّلت هذه المرحلة في حياة المؤلّف لحظة انتقال في التعامل مع التراث، من كونه وجهة تعامل جزئي أو تجزيئي إلى كونه وجهة تعامل كلّي أو شمولي. وسيلحظ القارئ علاقة التماسك فيما بين فصول الكتاب والتي تحمل علامات البحث الجاد عن التراث في واقعيته.
رابط تحميل الكتاب: اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.