24 مايو 2011

هل في القرآن أعجمي؟ نظرة جديدة إلى موضوع قديم ... علي فهمي خشيم


اختلف علماء التفسير منذ القدم في مسائل كثيرة منها مسألة الألفاظ الأعجمية في القرآن، ومسألة الأمي والأميين، وفي هذه القرءاة سوف نتوقف عند بحوث حديثة تدور حول الألفاظ الأعجمية، والأمي والأميين. ونبدأ بمسألة الألفاظ الأعجمية، فمن المفسرين من قال بوجود ألفاظ أعجمية وحاول ان يعدها ويحددها، ومنهم من رفض وجود تلك الألفاظ، واكتفي بالقول ان القرآن نزل بلغة ومفردات عربية . لكن العصر الحديث وما يسرته وسائل البحث في علم اللغات يبدو انه فتح آفاقا جديدة لإعادة النظر في تلك المسألة القديمة. وفي هذا الكتاب الذي نقدمه للقراء رؤية جديدة، بل نظرية جديدة في البحث اللغوي جديرة بالنظر والتأمل من اهل علوم اللغات، كما من اهل علوم القرآن، صاحب هذه النظرية هو الدكتور علي فهمي خشيم، رئيس مجمع اللغة العربية في ليبيا، وهو صاحب مجموعة من الكتب القيمة في الفلسفة واللغات والأدب والبحوث الإسلامية والتاريخ. ومن أهم كتبه التجديدية في بحثها ومضمونها كتابه (هل في القرآن أعجمي؟ نظرة جديدة إلي موضوع قديم) ويتضمن في أوراقه التي تبلغ نحو المئتين بحثا مثيرا وقيما يرقي الي مستوي نظرية جديدة في البحث اللغوي .

وتتناول هذه النظرية مسألة طالما خاض فيها العلماء قديما وحديثا، وهي مسألة (المعرب والدخيل والمولد في الدراسات اللغوية العربية .... وهي تمثل في الدراسات القرآنية بالذات مسألة بالغة الأهمية دار حولها الجدل ما بين رافض رفضا تاما لورود لفظ غير عربي في القرآن الكريم، وقابل لورود المعرب ذي الأصل غير العربي .. ص 5 من مقدمة الكتاب). ويوضح خشيم ان الرافضين يستدلون علي رأيهم بأكثر من عشر آيات قرآنية تؤكد ان جميع الفاظ القرآن عربية ومنها قوله تعالي: (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء) سورة فصلت الآية 44. وقوله: (وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * علي قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين) سورة الشعراء 192 وما بعدها . وقوله: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) سورة يوسف الآية 12.
يذهب د خشيم الي أن (الاختلاف نشأ أصلا من فهم كلمة عربي التي يوصف بها القرآن الكريم في مقابل كلمة أعجمي، فقد فهمت عربي باعتبارها نسبة الي أمة العرب ولغتهم، بتحديد قومي ولغوي معين، وما عداه فهو أعجمي . ورغم أن الدلالة العامة تجيز هذه المقابلة فقد يقال إنه ليس ثمة ما يمنع من فهم عربي بمعني: الواضح، الجلي، غير الغامض وهذا ما يفيده الجذع ــ ع ر ب ــ،  أي بدا او ظهر . ويؤيد هذا الفهم الصفة الأخري ــ مبين ــ، وهذا لسان عربي مبين، فالوصف بالبيان، أو الإبانة أو التبيين، يدل علي أن المقصود هو الوضوح والجلاء، وعدم الغموض، في مقابل العجمة ــ أعجمي ــ التي يفيد جذرها ــ ع ج م ــ العكس ..ص 6)، ويذكر خشيم ان كلا من الشافعي، وأبوعبيد، والطبري أجمعوا علي عدم وقوع الدخيل او المعرب في القرآن الكريم ... وقد اتخذ هؤلاء الأئمة الثلاثة موقفا متشددا في المسألة وقالوا ان ما يحسب كلمات أجنبية أو (أعجمية) حسب تعبيرهم في القرآن، ... إنما هو من قبيل توافق اللغات، وهذه الفكرة كثيرا ما تتردد في معاجم العربية مثل لسان العرب .... ص 8) ويمكن اضافة رأي الإمام الشاطبي الي آراء هؤلاء الثلاثة حيث قال (فإن قلنا ان القرآن نزل بلسان عربي وإنه عربي وإنه لا عجمة فيه، بمعني أنه أنزل علي لسان معهود العرب في ألفاظها الخاصة، وأساليب معانيها ... وله تفاصيل أخري في الموضوع ... وأشار الي رأي الإمام الشافعي وقال ان كثيرا ممن أتي بعد الشافعي لم يأخذها هذا المأخذ، فيجب التنبيه الي ذلك (الموافقات ج 2).

جدل متواصل حول المسألة 

وكما انشغل الأقدمون بهذه المسألة وتجادلوا بشأنها، واختلفوا في تفسيرها، انشغل المحدثون بها ايضا وانقسموا في بحوثهم الخاصة بالدراسات القرآنية، ومنهم أحمد محمود شاكر الذي يقف مع مدرسة الرافضين لوجود ألفاظ أعجمية في القرآن، ويقابله في المجموعة الأخري الشيخ حمزة فتح الله الذي جمع الكلمات الواردة في القرآن الكريم التي يقال أنها أعجمية وطبعها عام 1902 .... ص9 . وفي اطار البحث اللغوي وما دخل عليه من طرق وتقنيات جديدة يقول د خشيم (في الدراسات اللغوية الحديثة والمعاصرة ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان ما يسمي مجموعة ــ اللغات السامية ــ التي نفضل ان ندعوها: اللغات العروبية كانت لغة واحدة في الأصل، او ذات أصل واحد، وهذه التقسيمات من شمالية وجنوبية وغربية وشرقية، ومن أكادية، كنعانية، سبئية، مصرية ...الخ، ليست إلا لهجات، وبذا فإن ما يسمي: عبرية، سريانية، حبشية، نبطية، كلها تصدر عن منبع واحد ... ص 10) وعلي اساس هذه النظرية او هذا التفسير الذي وصل اليه د خشيم في بحوثه اللغوية يصل الي نتيجة مفادها أن (مجموعة الألفاظ القرآنية التي أوردها السيوطي في ــ المهذب ــ ورتبها الدكتور حلمي خليل باعتبارها سامية تكون لا جدال عربية او عروبية، والدليل علي هذا ان اللفظ الواحد نجده في الحبشية مرة وفي السريانية مرة أخري، وفي النبطية ثالثة، ذاك لأن المصدر واحد واللغة واحدة ..تماما كما نجد اللفظة الواحدة في اللهجة ــ اللغة ــ الليبية وهي في المصرية او اليمنية أو العراقية أو السورية، فلا يقال: إن هذه أخذت من تلك، أو أن هذا اللفظ دخيل في اللهجة الليبية .... فهي جميعها عربية ... ص 11). ويؤكد د خشيم ان التطور في البحوث والدراسات اللغوية هو الذي سهل الوصول الي النتائج التي بني عليها رأيه ـــ لا عجمة في القرآن ــ يقول: (إن القول بعجمة لفظ من ألفاظ العربية عند الأقدمين لم يكن مبنيا علي البحث والدرس والعلم بلغات غير العربية، وإنما كان مبنيا علي الظن والتوهم . وعندهم أن كل كلمة لم يشتهر فيها استعمال جاهلي دخيلة، وإذا كانت دخيلة فهي عند أحدهم فارسية وعند آخر عبرانية أو سريانية أو حبشية، ولم يهتدوا الي أن بين العربية والعبرانية والسريانية والحبشية ولغات أخري علاقات تاريخية وقرابات لغوية مردها الأصول السامية الأولي التي دل عليها البحث الحديث .. وأن ثمة قدرا كبيرا من المبالغة، بل الإقحام بعلم أو بغير علم، في ادعاء عجمة بعض الألفاظ، مرده في القديم الاتجاهات الشعوبية وفي الحديث الميل الغربي للتقليل من شأن العربية، لغة القرآن الكريم . ص 20) وعند صاحب هذا البحث ان (التعمق في مسألة أصول الألفاظ ونشأتها يثبت أن الأعاجم هم الذين أخذوا عن العربية ألفاظها وليس العكس. فالفرس مثلا كان وجودهم بعد وجود العرب البابليين ــ أكاديين أو أشوريين ــ بزمن مديد، وما من ريب أن لغة بابل كانت عربية، او عروبية ــ سامية حسب التعبير المتداول ــ وهم كانوا أسبق حضارة، وأغني لغة وأكثر لفظا دالا علي المدنية . وقد ثبت بعد الدرس بطلان زعم بعض الدارسين، ممن اشتهرت آراؤهم بأخذ العربية عن الفارسية الفاظا عينوها وأقصد هنا بالذات أدي شير في كتيبه: الألفاظ الفارسية المعربة، فعند مقارنة هذه الألفاظ باللغة العروبية القديمة خصوصا الأكادية والمصرية، وهما الأسبق، نجد الفارسية هي الآخذة وليس العكس ص 20 / 21.

بحث في جذور ما زعم انها كلمات غير عربية:

وبعد عرض صور الاختلاف حول المسألة، ومن تناولها من القدماء والمحدثين من العرب وغيرهم، انتقل د خشيم الي بحث ومناقشة الكلمات التي زعم انها فارسية او يونانية لاتينية، ووردت في القرآن الكريم . فعمل الباحث علي حصر عدد منها مثل: إبريق، إبليس، استبرق،أساطير، الإنجيل، بيع، تنور، درهم، الدين، دينار، رزق، الرقيم، زنجبيل، زوج، سجيل، سجين، سراج، سرادق، سريا، سندس، الصراط، فردوس، قرطاس، القسط، القسطاس، قصر، قلم، قنطار، كافور، كنز، مجوس، مرجان، اللؤلؤ، مسك، الميزان، ياقوت .... هذه الكلمات وغيرها قال بعض الدارسين انها ليست عربية ووردت في القرآن، لكن د علي فهمي خشيم قدم تحليلا لكل كلمة منها، وناقش كل الآراء والتفسيرات التي دونت بشأنها في مصادر عدة، وأرجع الكلمات الي جذورها متتبعا فروعها وأصولها في رحلة لغوية شاقة، ووصل الي نتيجة يعتقد بأنها نتيجة صحيحة، ملخص تلك النتيجة التأكيد علي: (خطإ الآراء القائلة بأن العربية، لغة القرآن الكريم، كانت بحاجة الي أن تأخذ عن اللغات الأخري ما لم يكن فيها من ألفاظ، ولم يكن الدافع فيما ذهبنا إليه من نفي العجمة عن الكتاب العزيز من باب التعصب للغة الشريفة، ولكن هذا ما يثبته التحقيق والتنقيب والبحث العلمي النزيه . ولقد كانت الأمة العربية في جزيرة العرب ..... وفي الأقطار العربية من الرافدين والشام ومصر وشمال إفريقية، كانت علي مدي التاريخ، منذ أقدم عصوره، تمثل كتلة بشرية واحدة ذات لغة واحدة وان تعددت لهجاتها، وتطورت دلالات ألفاظها. وحين نزل القرآن الكريم علي خاتم النبيين صلي الله عليه وسلم، كانت تلك اللغة المشتركة في قمة اكتمالها وذروة نموها فعبرت تعبيرا كاملا ودقيقا عن محتويات الأحكام والعبادات بلغة معجزة وأسلوب لا يجاريه أسلوب قط .. ولم تكن بحاجة الي الاستعارة او الأخذ والنقل، فقد كانت هي النبع الذي صدرت عنه بقية الألسن واللغات المحيطة بها علي مر الزمان . وبذا كان هذا الكمال المعجز في القرآن الكريم الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) ص 32 .ورغم هذا الرأي المطلق الذي صدر عن الباحث في المكان المشار إليه، فاننا نجد في صفحة أخري من الكتاب ذاته تحفظا بشأن عدم تأثر اللغة العربية بصورة عامة بلغات أخري، حيث يقول (ليس كل لفظ مستعمل في العربية خالص العروبة، ولا ننفي الاستعارة بإطلاق، من لغات أخري، فهذا أمر طبيعي . غير أن الإمعان في زعم ــ الدخيل ــ وكثرة المستعار، امر غير صحيح، بل إن عددا كبيرا جدا مما يزعم أعجميته تتضح عروبته عند التحليل والتتبع، فيبين أنه منقول من الأصل عن العربية، أو إحدي اللغات العروبية القديمة. ص117) ويمضي د خشيم في تأكيد ثراء اللغة العربية، وقدرتها علي الانتقال والتأثير في اللغات الأخري (إن الذين درسوا تاريخ فارس القديم يعترفون بأن لغتها مدينة بالكثير جدا للغات العروبية، خصوصا البابلية القديمة والأكادية والآرامية. أما بعد الإسلام فإن أثر العربية من البروز والظهور بحيث لا يحتاج إلي بيان . فإذا وردت لفظة في الفارسية تماثل ما في العربية فلا يجوز ان يقال إن الثانية ناقلة عن الأولي بل العكس هو الصحيح . بل ان العروبية ممثلة في الآرامية انتقلت الي الهند، كما هو مقرر، ومن هنا نجد ذاك الكم الهائل من مفرداتها في معاجم اللغة السنسكريتية مما قد يجد سبيله الي الدرس والنشر .. بإذن الله) ص 121 ....

الأمية ليست عدم القراءة والكتابة

وفي مجال البحوث اللغوية القرآنية كتب د علي خشيم بحثا آخر يتصل بالمسألة ذاتها، اي مسألة اللغة وفهمها وأثر ذلك علي تفسير القرآن الكريم، وكان عنوانه: عن (اقرأ والأمي وصادق النيهوم) نشره في كتابه (الفلسفة والسلطة، ومقالات أخري) . ذهب فيه مذهبا جديدا الي حد كبير، وقد ذهب الي ذلك قلة من الكتاب في تاريخنا المعاصر، ومنهم صادق النيهوم، ود ناصر الدين الأسد .... فمن المعلوم ان الرأي الشائع في جل كتب التفسير ان كلمة الأمية تعني عدم القدرة علي القراءة والكتابة. لكن أصحاب البحوث الجديدة ومنهم خشيم يقولون ان الأميين من هم ليسوا أهل كتاب، أي أنهم ليسوا من اليهود ولا النصاري، ويتضح ذلك في قوله تعالي في سورة الجمعة (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) ويناقش خشيم الآراء التي قيلت قديما وحديثا والتي تدور حول القراءة والكتابة وعلاقتهما بالحياة الثقافية في الجزيرة العربية حين نزول القرآن الكريم علي خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم . وبعد بحث لغوي طويل في الكلمات وجذورها وانتقالها من لغة الي أخري أو تأثرها بسبب احتكاك الشعوب ورحلاتهم وصراعاتهم، يصل خشيم الي نتيجة يلخصها كالآتي: (لصفة النبي أمي معنيان اثنان أحدهما مشتق من تسمية العرب في المصرية القديمة أمو = أوميم / أميون = العرب. فتكون صفة النبي الأمي مساوية لـ: النبي العربي . والمعني الآخر منقول عن اليونانية: أمثيا بمعني لا يكتب أي جاهل بالكتابة، عن طريق السريانية في الغالب .... وأفضل ــ يقول خشيم ــ أن يكون (النبي الأمي) هو النبي العربي لفظا ودلالة، وأن يكون الأميون هم العرب لفظا ودلالة) ص 101 .

ناصر الدين الأسد يدلي برأيه

ونظرا لأهمية البحث في مسألة الأمية وعلاقتها بالتفسير القرآني فقد رأيت من المفيد للقارئ ان انقل له رأي د ناصر الدين الأسد وهو احد أعلام اللغة العربية وآدابها القديمة والحديثة، اي أنه علي اطلاع وفهم لها من الجاهلية الي وقتنا الحالي في بحث قيم وماتع له نشر في كتاب: (مقالات ودراسات مهداة الي الدكتور صلاح الدين المنجد) من منشورات، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، لندن . يقول د ناصر الدين الأسد: (وكان مما استوقفني في كتاب الله ــ منذ زمن بعيد ــ لفظ الأمي والأميين، وكنت كتبت فيهما ما تيسر لي حينئذ في كتابي مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية، ولكن بقي في نفسي ــ منذ ذلك الحين ــ شيء لم أستبنه في وقته . وحين مرت السنوات واطلعت في قراءتي علي ما لم أكن اطلعت عليه وانا أعد لكتاب المصادر، بانت لي وجوه جديدة من الرأي. ثم وجدت غيري قد سبقني إلي شيء من هذا الذي وصلت اليه، ولكن بعض هؤلاء لم يستوف الموضوع واكتفي بالإجمال دون التفصيل، وبعضهم نثر الحديث فيه نثرا مضطربا فيه تداخل وغموض .... فرأيت أن أجمع ما تفرق في الموضوع، وألم شتيته، عسي أن تتضح صورته، وأصل فيه الي صواب) ص 113
وفي أسلوب جميل وقراءة دقيقة، تتبع د ناصر الدين الأسد أقوال المفسرين قديما وحديثا عن الآيات القرآنية التي وردت فيها ألفاظ (الأميين) (أميون) (الرسول النبي الأمي) وتوقف عند آراء سيد قطب التي وردت في ظلال القرآن، وأعتبره من المحدثين في تفسير لفظ الأميين ومجمل ما قاله سيد قطب: (أن الأميين تعني المشركين .. وتعني العرب .. وكل من سوي اليهود) ثم يقول د الأسد: (ان هذا هو التفسير الصحيح للفظة الأميين في جميع الآيات التي وردت فيها) ص 126 ... أما ما يتعلق بالرسول صلي الله عليه وسلم وعدم معرفته بالقراءة والكتابة فيقول د الأسد: لا يستدل عليها بهذه الآيات، وإنما بآية أخري أراها صريحة قاطعة، وهي قوله تعالي: وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون / العنكبوت 48. ويشير د الأسد في هامش بحثه الي بحث د. خشيم قائلا (أنظر د علي فهمي خشيم، الفلسفة والسلطة: 73 ــ 109،... فله آراء لغوية تستدعي التوقف عندها) ص 133 .
يبدو واضحا من قراءة هذه الأبحاث ان هناك تراكما معرفيا حديثا أوحي الي هؤلاء الكتاب وربما غيرهم بآراء وتفسيرات جديدة لبعض سور وآيات القرآن الكريم، وهي تفسيرات يسرتها طرق البحث المتطور في مجال اللغات والمعارف الأخري، وهذه التطورات ستحدث مع الزمن مزيدا من التوسع في فهم القرآن الذي هو كما وصفه الرسول (ص) بالكتاب الذي لا تنقضي عجائبه. ولا شك ان المسلم المعاصر في حاجة ماسة الي تفسير متجدد للقرآن الكريم في ضوء تطور البحوث في عالم الإنسان والكون والحياة، ولعل المستقبل وعلومه وتطوراتها المهمة والسريعة تدفع أهل العلم وأهل المال الي تأسيس (مجمع او مجامع لتفسير القرآن وعلومه) بدل ان تظل الجهود والتفاسير فردية محدودة المعرفة
يذكر ان علي فهمي خشيم باحث ليبي معروف ومن الجيل المؤسس للثقافة الليبية واسهم في تطوير ودعم البني الثقافية الليبية في بلاده سواء من خلال ابحاثه ودراساته الطريفة والعميقة في حقل اللغات وعلاقاتها النسبية واولية العربية علي غيرها من اللغات، او من خلال دأبه علي حضور المنتديات والملتقيات الفكرية والثقافية، العربية والعالمية او من خلال توليه عددا من المناصب الرسمية في الدولة. ومن اشهر مؤلفاته رحلة الكلمات ، وله ابحاث في الأدب الليبي، ومذكراته.عرض: محمود محمد الناكوع (كاتب من ليبيا يقيم في لندن).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.