يتحدّث هذا الكتاب عن نظام حكم زين العابدين بن
عليّ وتجاوزاته· ويتناول في ثلاثة أقسام تضمّ عشرة فصول وملاحق، رواية مخالفة لسيرة
الرئيس التونسي الرسميّة، إذ يحوي الكتاب معلومات كثيرة عنه، بعضها شخصيّ للغاية·
وهي تعكس،حسب رأي الكاتبين، نفسيّة محدّدة تتجلّى أيضا في أسلوب الحكم·
ويلاحق الكاتبان مسيرة الرئيس التونسي منذ تعيينه
ملحقا عسكريّا في الرباط، إلى مدير للأمن الوطني عام 1978، إلى تعيينه سفيرا لتونس
في العاصمة البولندية عام 1980، وحتّى عودته إلى تونس عام 1984 رئيسا للإدارة
الوطنيّة للأمن، حيث تابع ترقّيه إلى منصب وزير دولة، ثم وزيرا مفوّضا، ثم وزيرا
للداخليّة، ثمّ رئيسا للوزراء عام 1987. ويلاحظ المؤلّفان أنّ صعود الرئيس التونسي
في المناصب حصل في مراحل مواجهة دامية في أحيان كثيرة مع المعارضة التونسية القوميّة
العربيّة والنقابيّة والإسلاميّة· ويضمّ الكتاب عددا هائلا من المعلومات عن تونس
ورجالاتها في المرحلة موضوع الكتاب، ممّا يوحي بامتلاك المؤلفين أرشيفاخاصا وأنهما
اعتمدا على معلومات المعارضة التونسية، وربّما على معلومات من داخل المؤسّسة الأمنيّة
الفرنسيّة· ويشير الكتاب إلى أنّه في عشيّة ''انقلاب زين العابدين الشرعي'' على الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، كشف بورقيبة لابنة
أخيه نيّته في إقالة زين العابدين بن علي من رئاسة الوزراء وتعيين محمّد الصيّاح
بدلاً عنه· وهو ما سرّع، حسب الكاتبين، بعمليّة الإطاحة بالرئيس التونسي الأسبق
يوم 7 نوفمبر 1987.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.