02 فبراير 2012

السلطنة الحفصيّة: تاريخها السياسي ودورها في المغرب الإسلامي... محمّد العروسي المطوي


أصل هذا السفر محاضرات إذاعية لقيت من إقبال المستمعين عليها ومن حرصهم على نشرها ما جعل المؤلف يستجيب لرغبتهم في النشر تعميماً للفائدة وزيادةً في النفع. وكان من الطبيعي أن يعاود المؤلف النظر في تلك المحاضرات التي ألقيت على مستمعين كانوا يحتاجون إلا شيء من الإعادة والربط والتذكير بما يجعلهم على صلة أوثق يتسلسل الأحداث التاريخية التي يسردها عن السلطنة الحفصية وتاريخها السياسي ودورها في المغرب الإسلامي. وعودة النظر هذه لم تمس الجوهر ولا الأسلوب. وهو أسلوب يقتضي مسلك التثقف العام مما يدعو إلى التبسيط في العرض، والوضوح في التبليغ، والبعد عن تركيز الاختصاصي، أو الإكثار من التحشية والتهميش، إلا أن ذلك لم يحل دون الدراسة النقدية ومعرفة الأسباب والمسببات، وتحليل مختلف النتائج والمعطيات مما سيجده القارئ في ثنايا الكتاب. والفترة التاريخية التي يؤرخ لها هي من أهم فترات تاريخ المغرب الإسلامي من الأندلس غرباً إلى طرابلس شرقاً، تمسح أكثر من ثلاثة قرون، وتتعرض لأخطر المحن التي تعرض لها المغرب الإسلامي.
وكانت نتيجة تلك المحن إنهاء الحضور الإسلامي في الفردوس المفقود (الأندلس). وكانت تلك النهاية حتمية طبيعية للتمزق السياسي والتناحر على الحكم، وانعدام الضمير الوطني-وحتى الديني-عندما أصبح المسلم يتحالف مع عدوه جنساً ضد خصمه الذي يلتقي معه عقيدة وأرومة. كما تصور هذه الفترة التاريخية المحاولات العديدة والعقيمة في سبيل توحيد أقطار هذا المغرب حتى يمكن له ن يجابه عدوه المشترك. لكن القائمين بتلك المحاولات لم يتمكنوا من ذلك لاعتبارات مختلفة شرح الباحث في ثنايا الكتاب. ولإحاطة الباحث بجميع دقائق بحثه عنى بتقسيمه إلى اثنا عشر فصلاً عالجت الموضوعات التالية: الفصل الأول: ثورة ابن غانية، الفصل الثاني: ظهور بني حفص وتأسيس الدولة الحفصية، الفصل الثالث: المستنصر الحفصي وشبح الخلافة، الفصل الرابع: بداية الضعف وعهد الاضطرابات، الفصل الخامس: بين الانقسام والوحدة، الفصل السادس: استيلاء أبي الحسن المريني على الحفصية التونسية، الفصل السابع: عودة السيادة الحفصية، الفصل الثامن: عهد السلطان أبي العباس أحمد، الفصل التاسع: السلطان أبو فارس عبد العزيز، الفصل العاشر: عهد السلطان أبي عمر وعثمان، الفصل الحادي عشر: انهيار السلطنة الحفصية أمام الخطر الإسباني، الفصل الثاني عشر: من الحماية الإسبانية إلى نهاية الحفصيين. واستكمالاً للفائدة ألحق الباحث دراسة مجموعة من الفهارس العامة والصور الفوتوغرافية التي تمثل بعضاً من الآثار والمسكوكات الرائجة في تلك الفترة التاريخية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.