09 يوليو 2011

قبور المثقفين العرب... عبد الستار قاسم

صدر للكاتب الفلسطيني الدكتور عبد الستار قاسم (سنة 2006) كتاب بعنوان: "قبور المثقفين العرب"، وقد نشر د. قاسم الكتاب الذي اتسم بجرأة كبيرة في طرحه على نفقته الخاصة. ويشتمل الكتاب على سبعة فصول، ويقع في (145) صفحة من القطع المتوسط. وصنّف الكاتب في الفصل الأول والذي جاء بعنوان: "قبور المثقفين العرب" أنواعا مختلفة "لقبور المثقفين العرب" ومنها قبر الجبن، وقبر النفاق، وقبر الانعزال، وقبر الهروب، وقبر العشائرية، وقبر الثرثرة، وقبر الغربنة، وقبر الانغلاق. في الفصل الثاني الذي حمل عنوان "أمريكيا وامتطاء المثقفين" انتقد الكاتب المثقفين الذين يسعون لتحقيق مكاسب مادية خاصة، ويبدون استعدادهم لتقديم الخدمات التي تضمن إطالة حكم الظالمين والفاسدين واستمرار تلبية المصالح الخاصة. واصفا السبب وراء انجرار المثقفين لتحقيق المكاسب المادية "بسحر العلف". قد يبدو للوهلة الأولى بأن الكاتب متشائم من خلال وصفه لحالة عدد من المثقفين العرب المزرية إلا أن النظرة التفاؤلية للكاتب سرعان ما ستتجلى من خلال ما عبر عنه "برياح التمرد العربي آتية". "تغيير المفاهيم" عنوان الفصل الثالث الذي حذر الكاتب خلاله من خطر المثقفين "أصحاب القبور" الذين يمتد خطرهم، على حد وصف الكاتب، لتخريب أنسجة الأمة الأخلاقية والاجتماعية. ويعملون على قلب حقوقها باطلا، من خلال مساهمتهم في قلب عقول الناس في الوطن العربي وتغيير مفاهيمهم حول عدد من القضايا الهامة وتحويلها إلى مفاهيم تتماشى مع إرادة إسرائيل والغرب وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الفصل الرابع انتقد الكاتب المثقفين الذين يديرون وجوههم عن ابن لادن وما ينسب له من أعمال، كما انتقد تخوفهم من عدم الخوض في أقوال ابن لادن وتأثيره على المنطقة والعالم. إضافة إلى انتقاده للمثقفين الذين يشككون في المقاومة الفلسطينية والعراقية، مفردا خلال هذا الفصل عنوانا قدم خلاله وجهة نظره بما أسماه "فتاوى الإرهاب". وينتقل الكاتب إلى الفصل الخامس الذي جاء بعنوان: "المخيف جبان وخائف" والذي عبّر خلاله الكاتب عن رأيه من أن أشد ما يعانى منه المثقفون هو الخوف من السلطان والحرص على المصالح الشخصية، وهنا يرى الكاتب يكمن مقتل الأمة العربية. وفي الفصل قبل الأخير الذي حمل عنوان: "الثقافة لا تشمل أصحاب القبور" نفى الكاتب إمكانية اعتبار أصحاب القبور "بالمثقفين" لأسباب متعلقة من وجهة نظره بالأمانة. أما فصله الأخير والذي جاء بعنوان: "التجمع العربي الإسلامي"، قدم الكاتب خلال هذا الفصل مقترحا لميثاق تجمع عربي إسلامي فلسطيني المنشأ عربي التوجه وإسلامي التطلع على حد وصف الكاتب. فمن خلال هذا الميثاق قدم الكاتب حلولا لمعالجة الوضع العربي المترهل، دون أن يكتفي بالتشخيص، فمن وجهة نظره إحداث التغيير يتطلب الجرأة وتقديم التضحيات، ولا يتم إلا من خلال العمل الجماعي، والذي يتأتى بتعاون المثقفين الحقيقيين على حد تعبيره. والكاتب له العديد من المؤلفات منها: سقوط ملك الملوك (حول الثورة الإيرانية). والشهيد عز الدين القسام، ومرتفعات الجولان، التجربة الاعتقالية، وأيام في معتقل النقب، وحرية الفرد والجماعة في الإسلام، والمرأة في الفكر الإسلامي، وسيدنا إبراهيم والميثاق مع بني إسرائيل، والطريق إلى الهزيمة. والكاتب يعتبر من أكثر الكتاب جرأة في طرحهم لقضايا الأمة العربية والإسلامية. وهو حائز على جائزة عبد الحميد شومان للبحث العلمي، وعلى درجة الأستاذية. وله أكثر من ثلاثين بحثا ومئات المقالات المنشورة في المجلات والدوريات والصحف.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.