15 أكتوبر 2011

الإسلام والسياسة (دور الحركة الإسلاميّة في صوغ المجال السياسي)... عبد الإله بلقزيز


المسألة السياسيّة كانت دائما جوهريّة في الإسلام لم تفتعلها الحركات الإسلاميّة المعاصرة، فالتاريخ الإسلامي يشهد تلازما بين السياسة والدين، ويصدق ذلك على العصر الحديث، فقد تداخلت عوامل الدين والوطنيّة في تشكيل وجدان سياسي عامّ، وبالتأكيد فإنّ غياب الحريّات السياسيّة سيؤدّي إلى استثمار الدين في المواجهة أو في البحث عن مجالات بديلة للعمل


تردّ كثير من الدراسات ظاهرة العنف الإسلامي إلى الطبيعة المغلقة للنصوص الدينيّة الإسلاميّة والفكرة الأصوليّة عن الجهاد التي تشرّع للعنف وترفعه إلى مرتبة الواجب، ويتجاهل هؤلاء الدارسون أنهم إزاء ظاهرة اجتماعيّة في المقام الأوّل

ويخشى أن يؤدّي التماهي بين الحركات السياسيّة الإسلاميّة وبين الإسلام إلى تبعات ومحاذير منها تحميل الإسلام كعقيدة أوزار أفعال غير راشدة تأتيها حركات "الإسلام السياسي" وتحريف معنى الإسلام بتحويله من عقيدة جامعة للأمّة إلى أيدولوجيّات سياسيّة لفريق منها، وتكريس نظام كهنوتي يأباه الإسلام

يعبّر الإسلاميّون في عملهم السياسي عن وعي حادّ بأهميّة استثمار المقدّس الديني وتوظيفه في المعارك الاجتماعيّة المختلفة وخاصّة في المعركة السياسيّة من أجل السلطة، وربّما نجحت الحركة الإسلاميّة بهذا التسييس الواسع للإسلام في إعادة بعث بعض أسباب قوّته وإشعاعه في العالم المعاصر، ولكنّ الإسلاميّين بذلك يخرجون بالمسلمين من عهد الأمّة والجماعة إلى عهد الانقسام السياسي والنفسي






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.