لا ينظر فيبر إلى العلم والسياسة بوصفهما حرفةً مهنيّة صرفاً، بل هو يربط
المهنتين ببعديهما الأساسيّين: البُعد الأخلاقي والبُعد الروحي، إذ المهنة التي
يزاولها العالِم أو السياسي تظلّ دون عمقٍ إن لم تكن نابعة من اعتقاد من يقوم بها
أنّه يقوم بالأفضل أخلاقيّاً، مستجيباً لدعوةٍ أو نداءٍ داخلي: نداء الضمير أو
الوعي، متجاوزاً مظهر المهنة الخارجي.
يضمّ هذا الكتاب محاضرتين تندرجان في سياق مرحلة حرجة من تاريخ ألمانيا
الخارجة مهزومةً بعد الحرب العالميّة الأولى، عندما كان عليها أن تعيد بناء نفسها
علميّاً وسياسيّاً وأخلاقيّاً، أي أن تجمع بين النظر والعمل. من هنا وجه التكامل
ومدّ النظر إلى العمل، حيث امتزج عند فيبر النظرُ بالنّقد، والنّقدُ بالتّوصيات.
وهكذا يعتبر هذا الكتاب تأمّلاً في الطريق الأمثل نحو إعادة البناء العلمي
والسياسي والاجتماعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.