يرى شايغان أنّ الثورة الدينيّة مثّلت أحد
الاختناقات الكبرى في مسار الحداثة حيث شهدت إيران في العام 1979 دخول الدين إلى
حلبة الإيديولوجيّات، فقد كانت الملكيّة قبل ذلك وطبقة رجال الدين قطبيْ المجتمع
الإيراني. ومع قيام الثورة الإيرانيّة، تسلّم الدين مقاليد السلطة وغيّر طبيعته
وتكويناته ووظائفه وأصبح إيديولوجيا نظام. وهذه الإيديولوجيا الكفاحيّة المعادية
للغرب والحداثة وقيم العلمانيّة هي ما جعل الإسلام (إسلام الدولة) وتحت وطأة
العلاقة الملتبسة بين النظام الملكي والغرب، يدخل التاريخ مع الحدث الإيراني ويفقد
قداسته ويسقط في مكر الحداثة: إنّها العودة إلى المنابع، العودة إلى إسلام
ميثولوجي ألغى كلّ التراكمات المعرفيّة والتقنيّة والفلسفيّة والصوفيّة، ليعود إلى
حرفيّة النصّ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.